المُتابع لمخرجات التعليم -على مُختلف مُستوياتها-
يجد أن هُناك إبداعات وابتكارات واختراعات قدَّمها شباب الوطن، وهي نتيجة طبيعية؛ فالعُمانيون
عُرفوا مُنذ الأزل أنهم أصحاب فكر وإبداع، ولمن أراد معرفة ذلك فعليه الاطلاع على
تاريخ الحضارة العُمانية، ومُنجزاتها عبر التاريخ.
هذه الجُهُود التي يبذلها أبناء الوطن ينقُصها
التسويق الصحيح؛ فكثيرا ما نسمع عن اكتشافات وابتكارات قام بها الشباب، إلا أن هذه
الجُهُود لا تُكتب لها الاستمرارية، أو تحويلها إلى مُنتجات ملموسة تُتداول في
الأسواق.
لا يُمكن أن نلقي اللوم على الجهات الحُكُومية في
كل شيء؛ فمثل هذه الابتكارات يجب أن يحتضنها قطاع الأعمال، ويعمل على الاستفادة
منها وتطويرها، وتقديم الدعم اللازم ليستفيد منها.
الكثيرُ من الشركات العالمية لها اتصالات مع
المراكز البحثية والجامعات؛ بهدف استقطاب مواردها البشرية ممن يتَّصفون بالفكر
الإبداعي والابتكاري. وهذا ليس على مُستوى الشركات، بل أصبح على مُستوى الدول؛ حيث
لها عُيون في مُختلف دُول العالم، تعمل على التعرف على أصحاب الفكر والمخترعين، وتقدم
لهم الإغراءات المادية والمعنوية؛ لكي تستفيد من اختراعاتهم وابتكاراتهم.
من المُهم جدا أن يبدأ الاهتمام بالمُبدعين مُنذ
سنوات الدراسة الأولى، وهذا لا يتأتى إلا بتوفير البيئة الجاذبة لذلك، وهذا لا
يقتصر على المناهج فقط، وإنما بتوفير الوسائل المشجعة على البحث والتطوير، والإبداع
والابتكار، بما فيها توافر المختبرات والورش والقاعات لمُمارسة الأنشطة في المدارس؛
فتلك الوسائل مُحفزة على مزيد من الإبداع الفكري.
غرفة تجارة وصناعة عُمان عليها مسؤُولية في تشجيع
القطاع الخاص لتبني أفكار الشباب، وأتمنى أن يكُون لديها إدارة -ضمن تقسيمها
التنظيمي- لتبنِّي مثل هذه الأفكار الشبابية، ومساعدتهم على تسويقها لدى قطاع الأعمال
داخل وخارج السلطنة.
كَمَا من المُهم تبسيط إجراءات تسجيل براءة
الاختراع، وحُقُوق الملكية الفكرية؛ لضمان حُقُوق المخترعين والمبتكرين
العُمانيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.