هُناك الكثير من المفاهيم التسويقية التي يُؤكد
عليها عُلماء الإدارة ومفكروها، وهي تخدم كثيرا عُلماء الأمة؛ لتوصيل المعلُومات الصحيحة،
وبطريقة صحيحة، عن الإسلام وتوجهاته: الحضارية، والإنسانية.
التسويق اليوم لا يقتصرعلى الأعمال التجارية فحسب،
وإنما هو عِلم وفن يخدم كافة المهن والأعمال والتوجهات الفكرية، وأصبح مطلبًا أساسيًّا
في تسويق الخدمات العامة، وكذلك الأعمال الخيرية التي تقدمها مُنظمات المُجتمع
المدني، وأيضا لتسويق الأفكار والقيم المُجتمعية.
مِن المُهم جدا تثقيف الدُّعاة بمفاهيم التسويق
والإدارة المُعاصرة؛ فتلك المفاهيم تساعدهم على دراسة المُجتمع والظواهر الاجتماعية
بطريقة علمية، وتُهيِّئ لهم طرائق عصرية لصياغة البرامج والأنشطة الدعوية التي
تتناسب مع ظرُوف العصر ومُتطلبات المُجتمع؛ بحيث تقدم بطريقة جديدة يُقبِل عليها
المُجتمع وتؤثر فيه.
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وُفِّقت كثيرا في
إقامة فعاليات "أيام الحواضر والبوادي"، والتي تصل مُحافظة ظفار في
محطتها الثانية بعد انطلاقة محطتها الأولى في مُحافظة مسقط.
هذه الفعاليات تُعد وسيلة حضارية وعصرية وجذابة
وفعالة، وتقدم بطريقة مُباشرة وبواقعية تامة، وفي أماكن عامة يرتادها جميع الناس
بمُختلف أعمارهم؛ بهدف إبراز تاريخ وعادات وقيم عُمانية أصيلة، وفي الوقت ذاته هي
دعوة للجيل الجديد للمُحافظة على هذه القيم الرفيعة، والتعاليم الدينية، والأخلاق
الحميدة، والعادات المُجتمعية، في مُختلف مُحافظات وولايات السلطنة.
وجميع الفعاليات في هذه الأيام هي تجسيدٌ حي
وواقعي لحياة الناس في الحواضر والبوادي في عُمان، والمُتمعِّن فيها والدارس لها
بعُمق يجدها مُمارسة يومية لقيم إسلامية وإنسانية راقية، عمل على تأصيلها
والمُحافظة عليها الآباء والأجداد، وقد حان لشباب اليوم التمسك بها وتوريثها لمن
بعدهم.
كُل الشكر والتقدير لوزارة الأوقاف والشؤون
الدينية على هذه الجُهُود الطيبة، والمثمرة، والأفكار القيمة؛ لتقديم قيم الإسلام
والمُجتمع بطريقة إبداعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.