الأحد، 4 سبتمبر 2022

ذاكرة رياضية من قريَّات


إبان تواجد نخبة من شباب الوطن في دولة الكويت الشقيقة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لطلب العلم والسعي في طلب الرزق، تم تأسيس وتشكيل أندية رياضية وإقامة فعاليات ثقافية واجتماعية لشباب السلطنة في الكويت، نقلوا من خلالها شباب عُمان تراثهم الثقافي، وعملوا على التعريف به في تلك الديار الكريمة، وفي الوقت ذاته تعرفوا على ثقافات أخرى من دول شقيقة.
كانت تلك الفترة أيضًا تشهد فعاليات رياضية، خاصة في مجال كرة القدم، فشكّل حينها نخبة من شباب ولاية قريَّات فرقا رياضية، حملت أسماء عديدة، انضوت جميعها إلى نادي قريات في فترة تأسيسه في العام 1972م، وكانت لتلك الفرق صولات وجولات في المسابقات الرياضية، التي كانت تقام على مستوى الفرق الرياضية، التي أسسها العُمانيون في الكويت، ومن مختلف الدول الخليجية والعربية الأخرى، خاصة من اليمن.
الصديق خميس بن سليم الغزالي، كان شابا يافعا في تلك الفترة، أحب كرة القدم وعشق ممارستها، فأنضم إلى فريق رياضي أسسه أبناء قريَّات في ديار الغربة في الكويت، تولى تدريب ذلك الفريق الإعلامي المعروف سالم بن سيف العادي، فتخرج على يديه مجموعة من الرياضيين المجيدين لكرة القدم، شاركوا في عدة منافسات رياضية هناك، وكانت لهم نتائج مشرفة ترفع الرأس.
مع عودته إلى السلطنة في بداية السبعينيات من القرن المنصرم، التحق خميس الغزالي في العام 1975م بدائرة شؤون الشباب، التي ألحقت بوزارة الشؤون الاجتماعية ورعاية الشباب، ثم وزارة الإعلام وشؤون الشباب، ثم وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب، ومن ثم الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية، والتي كان آخر عهده بها، قبل خروجه إلى التقاعد.
لخبرته الرياضية المتراكمة، عين خميس الغزالي في السبعينيات كمساعد مدرب لكرة القدم، وملاحظ ومشرف ملاعب، وحكما محليا لكرة القدم، طاف أنحاء عُمان للإشراف على الملاعب الرياضية، وأسهم مع رفاق له في تحكيم مباريات عديدة في الدوري المحلي لكرة القدم، في مختلف درجاتها الأولى والثانية والثالثة، كان على رأسهم الحكم العُماني الدولي المعروف حامد حمدان، وكذلك الحكم الدولي أبو وحيد، والحكم الدولي أحمد بن عبدالله الهوتي... وغيرهم.
كما درب عدة فرق رياضية، ورافق منتخبات وطنية في دورات كأس الخليج لدول الخليج العربي، وكان مديرا لفريق السلطنة لكرة الطائرة في أول مشاركة له في دورة رياضية بدولة الكويت.
خميس الغزالي أيضًا كانت له مساهمة فاعلة مع نادي قريَّات، فهو من أوائل من تولى مهام تدريب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي في السبعينيات، وتخرج على يديه مجموعة من الشباب، الذين أكملوا مسيرة التدريب في النادي، كما تولى مع زملاء له في إدارة وتحكيم العديد من المباريات على مستوى الفرق الرياضية التابعة للنادي.
إلى جانب عشقه للرياضة وكرة القدم، فخميس الغزالي أيضًا له حب للفنون والموسيقى، فهو أحد أعمدة فرقة الوسطى للرزحة، كما يستعين به بعض الملحنين العُمانيين في مجال الإيقاع الموسيقي، من بينهم: السيد خالد بن حمد البوسعيدي والشيخ عبدالله بن صخر العامري -رحمه الله- والمخرج المعروف إبراهيم قمبر... وغيرهم، سافر عدة مرات إلى مصر للتحضير والتسجيل الموسيقي للعديد من الأغاني الوطنية.
كانت له علاقة صداقة حميمة ووفية مع الصديق والأخ صالح بن خليفة الخصيبي -رحمه الله- وهو من الشخصيات المعروفة والبارزة، الذين خدموا قطاع الشباب والرياضة على مستوى السلطنة.
يقضي خميس الغزالي أوقاته هذه الأيام -بعد تقاعده من العمل- في محله التجاري في السوق القديم، ونشاطه التجاري أيضًا له علاقة بالرياضة، فتجد في دكانه مختلف الأدوات الرياضية، إضافة إلى لبسة كل المنتخبات الوطنية والعالمية، وكلما دخل عليه شاب لشراء مستلزمات رياضية، حاوره في الرياضة، وشجعه على الإخلاص لخدمة النادي، يقول: لقائي بالشباب هو بمثابة استعادة لأيام جميلة من عمري.
تحية محبة ووفاء لخميس الغزالي، الذي ضحّى بجل عمره في خدمة الشباب والرياضة، سائلا المولى عز وجل أن يديم عليه الصحة والعافية.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.