القَرن بدَارِجتِنا القَدِيمة هُو الجَبَل المُرتفع عَن سَطح الأرض، الذي يَأخُذ شَكْل الهَرَم، وقَرن كبشة هَذا عِبَارة عَن نتُوء مِنَ الصُّخور الرمليَّة والجيريَّة، يَقَع عَلى مَشَارف قَرية عَفا القَدِيمة؛ المُمتدَّة بتارِيخِها العَرِيق.
شَكَّل
هَذا الجَبَل يومًا عَلَامة لمُستوطَنة عُمرَانيَّة وبشريَّة قَدِيمة، يَصِل
امتدادُها إلى مَشَارف الجنين، كانتْ البُيُوت فيها مُتجَاوِرة ومُتَلاصِقة، ويُقال:
إنَّ كَبشًا كانَ يعيشُ في كُهُوف ذَلِك النتُوء الصَّخري، يَنطلقُ صَبَاحا عَبر سُطُوح
تِلك البُيوت، ليَصِل إلى مَرعَاه في التِّلال المُحَاذِية لسيف البَحْر؛ لِهَذا سُمِّي
ذَلك القَرن الجَبلي بقَرن كبشَة.
تَغيَّرت
أحوالُ الدُّنيا وتبدلَّت، وانطَمَستْ الرُّسُوم والآثار لتِلكَ المُستوطَنة
البشريَّة، تَحت تِلك الرِّمَال المُتحَرِكة، المُحِيطة بقَرن كبشة، وعَلى مُرُور
الزَّمن أصبحَ قَرن كبشَة وحيدًا فِي تِلكَ البُقعة، المَليئَة بالحِكَايات، يَحكِي
للعَابرينَ لطَرِيق العِيدَان عَن قَصَص تِلك الوُجُوه العَامِرة للمَكان مُنذ
آلافِ السِّنين.
اليَوم..
هَا هِي عَجَلة الزَّمن تعُود إلى المَكان مِن جَدِيد، لتَمتَد يدُ العُمرَان مِسَاحة
وَاسِعة فِي نَفْس المكَان، لتَصِل إلى مَشَارف السَّاحل والجنين، ليَكُون مَسكنًا
جَديدًا لأجيالٍ جَدِيدة من كلِّ مَكان، وقَد أُطلقَ عَلَيه تَسمِية جَدِيدة؛ هي:
مُخطَّط السَّاحل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.