الثلاثاء، 28 يناير 2025

معلم بيئي وطبيعة ثرية

 

هذا المساء كان الأخ أحمد الناعبي خير رفيق لاكتشاف حاكة مقطع الجام في صياء.
معالم بيئية ساحرة، تستحق أن تستثمر سياحيا.

تضحية حاكم عُماني من أجل سجين

هذا هو ضريح الإمام الوارث بن كعب الخروصي -رحمه الله، تحنو عليه تلك الشجرة الخضراء اليانعة بأغصانها الوارفة مخلدة ذكراه.

تولى الإمامة في عُمان خلال الفترة 179 - 192 للهجرة، وهو أحد الأئمة العظام، له سيرة سامقة ومواقف بطولية مشرفة للدفاع عن الحق، وفي التضحية من أجل استقرار وسلامة الوطن، ولهذا الإمام كرامات حدثت في زمانه، ما تزال بعضها شاخصة للعيان في بلدة هجار بوادي بني خروص.
في آخر أيامه حدثت غرقة وسيول جارفة، فكاد الوادي أن يجرف المساجين، فأمر بإطلاق سراحهم، فخذله من حوله خوفا من جرف الوادي لهم، فبادر هو بنفسه محاولا إنقاذ حياة السجناء من الغرق.
لم يلتفت حينها إلى ما اقترفه السجناء من جرم أو خطأ، فكان نظرته حينها إنّهم في أمانته ومسؤول عنهم، وأثناء محاولته تلك جرفه الوادي، فوجدوه مفارقا الحياة غريقا، فدفن حيث وجد جثمانه بين سعال والعقر بولاية نزوى _رحمه الله برحمته الواسعة.
بقلم صالح بن سليمان الفارسي

الاثنين، 27 يناير 2025

شامخة

جزيرة الفلامنجو في حاجر قريات

قبل أيام كنت اتفيأ ظلال شجرة وارفة على ضفاف خور الولجة بحاجر قريات، وما هي دقائق وإذا بمجموعة من السياح من الولايات المتحدة الأمريكية ومن سويسرا يحطون رحالهم تحت دوحة تلك الشجرة.
أتوا من مسقط على دراجات هوائية عبر طريق وادي مجلاص القديم، وهم من هواة الطبيعة وعشاق تصوير الطيور، كانوا في قمة السعادة بجمال الخور ومكونات بيئته الطبيعية.
بعد أن انتهوا من التصوير والاستراحة في أجواء هادئة ونسمات باردة، واصلوا رحلتهم في اتجاه شاطئ قريات وصولا الى وادي العربيين.
خور الولجة أحد الأخوار البحرية البديعة في حاجر قريات، يقع على شاطئ مزدهر بالروعة والجمال، تزينه أشجار القرم الخضراء، وتعيش فيه مجموعة كبيرة من الطيور الخواضة، خاصة طائر النحام الكبير أو الفلامنجو والبلشونات والنوارس.
أرجو من بلدية قريات أن تولي هذا الموقع اهتمامها، لأهميته الطبيعية والسياحية، فقد أصبح على خارطة السياحة العالمية، فهو يعرف عند الأوربيين بجزيرة الفلامنجو في قريات.
بقلم صالح بن سليمان الفارسي

اقتصاديات الآثار

بعض الأحداث التاريخية وسير العظماء، من المهم استثمارها ضمن ما يعرف باقتصاديات الآثار.

الجمعة، 24 يناير 2025

الشهباري/ قريَّات

تضاريس ملونة


الصخرة المزهرة

تكامل وتناغم مؤسسي

 
تابعت الجهود التكاملية بين مؤسسات الدولة في مجال الثقافة والإعلام، والتي تديرها بتناغم سفارة سلطنة عمان في القاهرة، وذلك في إطار المشاركة الفاعلة لسلطنة عمان في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
مثل هذه المبادرات لها انعكاس ايجابي في تحقيق أهداف وجودة التسويق الثقافي والفكري والجغرافي للدولة.
كما تعد الدبلوماسية الثقافية اليوم، أداة مهمة للتواصل الإنساني والتسويق الثقافي والحضاري.
وهي أيضا أحد مظاهر القوة الناعمة المؤثرة، والإعلام لا شك أحد أدواتها الرئيسة.
تحية تقدير لهكذا جهود مباركة.
بقلم صالح بن سليمان الفارسي

الخميس، 23 يناير 2025

مسقط مزدانة بلياليها الشتوية

اليوم تجدد لقائي بالوالد المر الرواحي، فهو أحد رواد القرية التراثية في مهرجان مسقط منذ عقود طويلة.
وجدته كعادته مبدعا في الصناعات السعفية والخوصية، يكاد هو الوحيد المحافظ على سداة حصر الرسل في عمان.
تحيَّة لهذه الوجوه المشرقة والأنامل المبدعة، والشكر لمحافظة مسقط وبلدية مسقط على جهودهما الرائعة، التي تذكرنا بتراثنا الثقافي الخالد.
بقلم صالح بن سليمان الفارسي.

دبلوماسية الفنون

الليلة العُمانية، التي قاد دفتها اللحنية على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية السيّد خالد بن حمد البوسعيدي؛ كان لها وقعها المهم فيما يعرف اليوم بدبلوماسية الفنون.

فالثقافة والفنون تشكل قوة ناعمة في هذا العصر كالاقتصاد والاستثمار.
تحية للسيد خالد على رؤيته الحكيمة في هذا المجال الإبداعي.
بقلم صالح بن سليمان الفارسي

الخميس، 2 يناير 2025

تجلّيات إيمانية


إشراقات إيمانية


بَيْن زَمَانَيْن

بين الصورة الأولى والثانية أكثر من ثلاثين عاما.
في بداية تسعينيات القرن الماضي استضاف نادي قريات الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي، وكان حينها طالبا، وألقى محاضرة دينية قيمة بالنادي.
مساء هذا اليوم كان للشيخ الدكتور مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان محاضرة مهمة في جامع السلطان قابوس في قريات. بارك الله في جهوده المخلصة.

صوت تجلى بجامع تبارك في دغمر هذا المساء

 

كليّات

بلدة زراعية خضراء، ضمن امتداد قرية عفا في ولاية قريَّات، تتكئ على هضبة جبلية روعة في الجمال، صخورها جيرية بيضاء لامعة، تكتسيها العديد من الظواهر الجيومورفولوجية بأشكالها البديعة.

من تلك الهضبة الساحرة، تنحدر مجموعة من الشراج (الشعاب)، التي تغذي مزارع الكليّات بالمياه الصافية والمدرة البيضاء، كما تزخر بأشجار ونباتات برية ورعوية متنوعة.
على مدار ثلاثة أيام كنت أجول في حدائقها الجيولوجية الرهيبة، فقد أبهرني هذا التنوع العجيب في البيئة الطبيعية والتضاريسية في الكليّات، فهي واحة ثرية منزوية عن الأنظار بين الجبال.
قيل: إن الكليّات كانت مُكَلَّأ للسفن في قديم الزمان، فكانت مياه البحر تغمرها ثم انحسرت، ففي سفوح الجبال توجد دلائل على ذلك، لهذا سميت بـ"كليّات".
في الكليّات مجموعة من الآثار القديمة، من بينها: مقبرة الجرامزة الأثرية، وغرف حجرية تتناثر في شرجة المجدر (قيل: كان يحجر فيها أصحاب الأمراض المعدية)، هكذا هي أيضًا شرجة الطبيل وشرجة الصبارة تحفها الظاهرات الكارستية المبهرة، المكتنزة بالحكايات والأساطير المخيفة في حاكاتها وجروفها العميقة.
ما أسعدني اليوم هو لقائي بأخوة كرام أعزاء، جمعتني بهم الصدفة في جولتي هذا المساء في رحاب وجنائن الكليّات، فكان لقائي الأول بالأستاذ عبدالله بن سالم الغماري ثم بأخيه الأستاذ هلال الغماري، فهما من سكان هذا الفضاء الأخضر، فكانت جولة ممتعة وماتعة في متحف الكليّات الطبيعي.
كان ختامها في طوي الجديدة الخضراء، ونسمات الهواء البارد العليل يسفي الأرجاء، فيما خرير المياه يبهج المكان، هناك حيث الساقية التي بناها علي بن سليمان البلوشي ما تزال تبوح بذاكرة حوض الرمانة وحوض الفحل منذ أكثر من ستين عاما.
إذا ما ارتقيت التلال الجبلية في الكليّات، فيمتد بك النظر دون انقطاع على مساحة خضراء، من تلك القمة السامقة يمكنك أن ترصد معالم قريَّات المبهجة من علٍ.
بقلم صالح بن سليمان الفارسي

عسبق