يرى الكثيرُ من الناس أن التنمية تقتصر على إحداث
نقلة متطورة في الارتقاء بمُستوى البنية الأساسية، وبما يُلبي احتياجات الأفراد
نحو الرفاهية والعيش الرغيد. ومع التأكيد على أهمية هذا التوجه في الحياة
المُعاصرة، إلا أن التنمية لا تقتصر على هذا الجانب فحسب، بل يجب أن تشمل جوانب
مُختلفة أخرى، وعلى رأسها التنمية الفكرية للإنسان.
ولهذا، فإن الدول مُطالبة بالاهتمام بالجانب التعليمي،
والعمل على الارتقاء بمُستوى المناهج التعليمية، وبمناشط الإبداع الفكري الأخرى؛ بحيث
يجب أن تُلبي مُتطلبات العصر، وتُحافظ على مُرتكزات القيم الأصيلة للمُجتمع.
فإحداث تغيير جذري في إستراتيجيات التعليم والثقافة أصبح مطلبًا مُلحا على قيادات التربية
والتعليم والثقافة والإعلام، ولا يتأتى لهُم تحقيق ذلك إلا من خلال التواصُل
والانفتاح على المُجتمع وأفراده، والاستماع لهُم والتعرف على احتياجاتهم.
والتنمية الفكرية للإنسان ليست مسؤُولية جهة معينة
دُون غيرها، بل هي مسؤُولية مُشتركة، يتحمل مسؤُوليتها الأسرة والمُجتمع والقطاعان
الخاص والعام، بالإضافة إلى مُؤسسات المُجتمع المدني. وعلى جميع هذه الأطراف العمل
بصُور تكاملية من أجل الخُرُوج برُؤية واضحة وأهداف مُشتركة من أجل الوُصُول إلى
مُجتمع قادر على قيادة زمام المُبادرة والتغيير نحو مُستقبل أفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.