يُشكل التعليم العالي أحد التحديات المُعاصرة
لكافة الدول النامية والمُتقدمة، وهو في نفس الوقت يُشكل أهمية بالغة في وقتنا
المُعاصر، خاصة في ظل المُنافسة الشرسة والمُتنامية على استقطاب الموارد البشرية،
التي تمتلك القوة المعرفية والتكنُولُوجية، وتتواكب مع مُعطياتها المُتجددة كل
يوم.
فقد أصبحت المُؤسسات العالمية اليوم تتنافس على
الاستثمار في تطوير مُنتجاتها الخدمية المُعتمدة على المعرفة ومُكوناتها وخصائصها
المُتغيرة بما يتوافق مع تطلعات واحتياجات المُستهلك؛ فالمعرفة أصبحت اليوم لا
تعرف حدودًا إقليمية أو دولية، خاصة وأننا نعيشُ نظام حُرية السوق وعصر السماء
المفتوحة والتقنيات المُتقدمة في مُختلف عُلُوم التكنُولُوجيا والاتصالات.
فكُل الدول مُطالبة اليوم بأن تقُوم بوضع
إستراتيجيات وسياسات واقعية تُلبي مُتطلبات حاضرها ومُستقبلها، ويجب أن تُدرك أن
التوسع في التعليم العالي ليس هو كُلفة غير مُستردة كما يظنه البعض، وإنما هو
استثمار طويل المدى، وله مردُود اقتصادي واجتماعي وثقافي وحضاري على المدى الطويل.
فالاستثمار في تنمية الموارد البشرية اليوم يحتاج
إلى رؤية جديدة تتماشى مع واقعنا وتحدياتنا المُستقبلية، والتوسع الكُمي والنوعي
في التعليم العالي وفق رُؤية جديدة، وبما يتوافق مع مُتطلبات سُوق العمل المحلي
والإقليمي والعالمي أصبح أحد أهم مُتطلبات استدامة وتطور التنمية الإنسانية في
العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.