الجولات السامية لجلالة السلطان المُعظم في
الولايات سِمةٌ فريدة، ومنهجٌ مُتقدمٌّ وواقعيٌّ للحكم وإدارة المُجتمع للدولة العصرية؛
فمنذ انطلاقة النهضة المُباركة عام 1970م وتتواصل هذه الجولات السامية لجلالته في
مُختلف ولايات السلطنة؛ بهدف تفقُّد ومُتابعة مشرُوعات التنمية وأداء مُؤسسات
الدولة.
هذا النهج الحميد لإدارة الدولة، وحرص القيادة على
تلمُّس احتياجات المُواطنين، والتعرف على مطالبهم ومشاكلهم، والتحدث إلى
المُواطنين مُباشرة من خلال برلمان مفتوح، يعدُّ إسهاما فاعلا في ترسيخ مبدأ المُشاركة
الوطنية، ويُؤكد على التلاحم الصادق بين القيادة والمُواطنين.
المُتمعِّن لحديث جلالة السلطان المُعظم، اليوم، إلى
المُواطنين الذي اتَّسم بالصراحة والشفافية، يُؤكد الرؤية الإستراتيجية المتكاملة
والواضحة، والرسالة السامية، والغايات والأهداف النبيلة للنهوض بالاقتصاد الوطني، الذي
يُمثل عماد التنمية وتحقيق الازدهار في مُختلف المجالات.
اهتمامُ جلالة السلطان المُعظم، ومتابعته لما دار
في ندوة تنمية المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة، وتوجيهه -حفظه اللهُ- بأن تكُون
نتائج الندوة بمثابة قرارات واجبة النفاذ من قبل الجهات المعنية بالدولة، وموافقته
على إنشاء صُندُوق لدعم مثل هذه المُؤسسات برأسمال قدره 70 مليون ريال عُماني، على
أنْ يتم تعزيزه بمبلغ 7 ملايين ريال عُماني سنويًّا، وحثه لشباب الوطن على ضرُورة
الاعتماد على الذات لإدارة مثل هذه المشاريع الحيوية والرافدة للاقتصاد الوطني، يُشكل
رؤية إستراتيجية مهمة تجاه تدعيم قوة النشاط الاقتصادي بالدولة، وتثبيت الأساس
الذي تقوم عليه الصناعات الكبيرة.
كما تُعد التوجيهات السامية لإنشاء كلية متخصصة في
مجال الحرف التقليدية، تعمل وفق أطر علمية حديثة، أملاً جديدا في أن يكُون لها
تأثير مباشر على الارتقاء بالكثير من المهن والحرف التقليدية، وتُسهم في خلق فُرص
عمل جديدة للمُواطنين، إضافة إلى تمكين المُنتجات الحرفية العُمانية من المنافسة
للمُنتجات الحرفية العالمية، وإكسابها السمات التطويرية بما يحافظ على مكانتها
التاريخية.
وتوجيه جلالة السلطان المُعظم بتنظيم استقدام
العمالة الوافدة، وفق نسب محددة، مقارنة بعدد السكان، وفي إطار الاحتياج الفعلي
لمثل هذه العمالة، وضرُورة الاهتمام بتنويع مصادر الاقتصاد الوطني، والتركيز على
دعم وتنشيط المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة، وتحفيز قطاع الشباب على العمل في مُختلف
المهن والحرف والأعمال، وأهمية الاهتمام بالقطاع السمكي، سيكُون له تأثير إيجابي
على مسيرة التنمية في البلاد وعلى تنشيط الاقتصاد الوطني.
الحديث الأبوي لجلالة السلطان المُعظم، النابع من
القلب إلى القلب، يعد خُطة عمل منهجية، يجب أن تتضافُر الجُهُود على تنفيذها؛ لما
لها من أهمية على الارتقاء بمُستوى الأداء والإنتاج، وتعزيز مسيرة النماء
والازدهار.. حفظ الله جلالة السلطان، وأنعم عليه بالصحة والعافية والعمر المديد.