فِي يَنَاير المَاضِي تَابعْتُ عَن قُرب مُلتَقَى الاستِثمَار الزِّرَاعي والسَّمَكِي والغِذَائِي، الذي نَظَّمته وَزَارة الزِّراعَة والثَّروَة السَّمكِية مَشكُورَة، وبمُشَارَكة وَاسِعة مِن دَاخِل السَّلطَنة وخَارِجها، وقَد سَعِدتُ جِدًّا بالجُهُود الكَبيرَة التي تَبذلهَا الوَزَارة فِي السَّعي لتَحقِيق الاكتِفَاء الذَّاتِي للأَمْن الغِذَائي المُطلَق، أو حَتَّى النِّسبِي فِي السَّلطنة، خَاصَّة ونَحنُ نمرُّ اليومَ بتَحدِّيات عَالميَّة وإقلِيميَّة أَصبَحَت لا تَعتَرف بقِيَم ومَبَادئ التَّكامُل فِي الإنتَاج الغِذَائي، فالتَّبعِية الغِذَائيَّة لأيِّ دَولَة مُرتَبطَة حتمًا بتَبعيَّة سِيَاسيَّة وأمنِيَّة، مَهمَا كَانَت تِلكَ العَوَامِل المُشتَرَكة بَين الشُّعُوب.
ودُخُول القِطَاع الحُكومِي بشَرَاكَة مَع القِطَاع الخَاص فِي تَأسِيس شَرِكَات عِملَاقة للإنتاجِ النباتيِّ والحيوانيِّ والسمكيِّ، هُو أمرٌ تَفرِضه مُتطلَّبَات المَرحَلة، ويُحمَد للوَزَارة قِيَامَها بتَوزِيع تِلكَ المَشَاريع عَلَى مُختَلف مُحَافظَات السَّلطَنة.
فأَحَد حُكمَاء عُمان القُدمَاء قَال يومًا: «مَن اعتَمَد عَلى زَادِ عَدوِّه أو غَيْرِه طَال جُوعُه»، فالأَمْن الغِذَائي اليَوم بأَبْعَاده المُختَلفَة لَه ارتِباطٌ مُباشِر بالأَمْن القَوميِّ الشَّامِل، وكَذَلِك بتَحقِيق السَّلام المُجتَمعِي. وفَّق اللهُ تِلكَ الجُهُود المُخلِصَة، التِي أَصبحنَا نُشَاهِد ونَلمَس ثِمَارَها اليَوم أو غَدًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.