الاثنين، 4 مايو 2020

الكِمَامة

مُفْرَدَة قديمة في لَهجتنا الدَّارجة، وهي عِبَارة عن قطعة من القماش القُطني، أو سفة رفيعة من خُوص القلب للنخلة، تُلف بشكل دائري، لتُصبح بقطر جمجمة الرأس، ثم تَضعها المرأة على رأسها، عند حملها للكلاو، أو الهاندوة، أو طشت الثياب والوعيان، أو أي شيء ثقيل، فتتوسَّط الكمامة ما تحمله المرأة من جهة الرأس.. كانت الكمامة بمثابة حائلٍ بين الثقل والرأس، فتخفف من ألم حز تلك الأواني الثقيلة على الرأس، وفي الوقت ذاته هي سببٌ في توازن ما يحمله الرأس عن السقوط، ليكون ثابتًا على الرأس دون أن تُمسِكه المرأة بيدها. كما تحفظ الكمامة توازنَ جسم المرأة عند مَشْيِها بثقة وأمان.
تغيَّرتْ أحوالُ الدُّنيا، فلم تعد بنات اليوم تحمل على رأسها إلا أفكار الحياة وبهجتها، وتناسى الجميع مُعَانَاة الجدات والأمهات في ذلك الزمن الجميل، المليء بالكفاح والعمل والصبر؛ فتجد تحت باط يدها جحلة ماء، وعلى رأسها ضَمرة حطب، أو هاندوة ماء، تأتي بها مشيا من أمكنة بعيدة.. ها هي الكمامة تعُود من جديد، ولكن اختلفَ شكلُها وتصميمُها وموقعُها واستخدامُها، فكما كانتْ الكمامة وِقَايَة من ألم حمل الأواني والوعيان، هي اليوم بتصمِيمِها واستخدامِها الجديدِ وقايةٌ وسلامةٌ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.