الصديق والأخ ناصر العادي زميل دراسة؛ حيث جمعتنا مدرسة واحدة مع تأسيس أول مدرسة في قريَّات، تميَّز بموهبة فنية جميلة، صقلها بالدراسة والممارسة، خاصة في مجال الفنون التشكيلية والخط والزخرفة والموسيقى، وهو أيضا من الكفاءات التربوية، التي عملت في مجال التدريس، والإدارة التعليمية لفترة من الزمن.
أسْهَمَ بفاعليَّة في تنشيط المسرح المدرسي فترة تواجده في مكتب الإشراف التربوي، وأبرزَ العديد من المواهب الفنية، كما أخرجَ العديد من الأوبريتات الغنائية على مُستوى الاحتفالات الوطنية بالولاية، وهو مُبدع في ذلك.
عِنْدَمَا تولَّى القاضي أبو سرور -رحمه الله- القضاءَ في الولاية في ثمانينيات القرن المنصرم -وهو شخصية أدبية معروفة، وكذلك شخصية اجتماعية متواضعة، على الرغم من صَرَامته في الأحكام- اهتمَّ فضيلته بتشجيع وتحفيز المبدعين، وكان كعادته يكافِئ من يُجِيد بعض الأبيات الشعرية، أتذكَّر أنَّه أهدى أحد العمال في المحكمة قصيدة شعرية، بمناسبة زيادة مولود جديد عنده.
وفي تلك الفترة، أُعْجِبَ القاضي باللمسات الفنية التي كان يتميَّز بها الأستاذ ناصر العادي، فطَلَب منه أنْ يضع له إطارًا مُزْخَرفًا لديوانه، وبعدما أنجز المهمة، أنشد فيه شعرا جميلا، من بين أبيات تلك القصيدة:
سَلِمتْ يدٌ قَدْ هَلْهَلَتْ بِذَكَائِهَا ... بُسْتَانَ سُوْرٍ للعُلُومِ النَّافِعَة
سُورٌ ولا كِسِوَارِ أَفْضَلِ مِعْصَمٍ ... لِعَرُوْسَةٍ مَزْفُوفَةٍ لتَبابِعَة
*****
يَا نَاصِر حُيِّيتَ بِالفِكْرِ الَّذِي ... أُوتِيْتَهُ مِنْ ذِي النُّجُوْمِ اللَّامِعَة
حُيِّيتَ فَنَّانَ المَعَارِفِ لا الهَوَى ... رَسَّامَ مَجْدٍ لَا أُمْوَرَ بَاخِعَة
شِبْلًا أَرَاكَ وَلَيْسَ مِلءُ إِهَابِهِ .. إِلَّا ذَكَاءٌ لِلأُمُورِ الشَّاسِعَة
فتحيَّة مَحبَّة وتقدير للصديق ناصر العادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.