هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
الجمعة، 29 سبتمبر 2023
الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023
الاثنين، 25 سبتمبر 2023
السبت، 23 سبتمبر 2023
الجمعة، 22 سبتمبر 2023
أشجار مرتبطة بالذاكرة
من كتاب "قريات.. ملامح الحياة في البيت العُماني القديم" 2021م...
السدرة العودة:
هكذا كان اسمها منذ القدم، لتنفرد عن قريناتها من أشجار السدر المتناثرة في السواقم؛ كونها الأقدم والأكبر عمرا، تتوسط البيوت القديمة في وسط الحارة، لتشكل ملتقى اجتماعيا في مختلف المناسبات،
كما اتخذها المعلم حميد بن سعيد الهادي، والمعلم سعيد بن حمود الغماري مقرا لمدرسة تحفيظ القرآن الكريم لعقود طويلة من الزمن، تجمع أبناء قرية السواقم وما جاورها من قرى ريفية في رحاب ظلالها الوارفة.
كان المعلم حميد الهادي -رحمه الله- يتخذ غافة المقيلي مكانا لخلوته ومناجاته وتأملاته، متى ما شغل باله أي أمر، ليعود من تحت ظلالها الوارفة مرتاح البال، مسرور النفس، متهلل الخاطر، مطمئن الحال، ليلتقي طلابه في مدرسته العريقة، لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وعلومه الخالدة، تحت أغصان السدرة العودة الوارفة الظلال، بوسط الحارة القديمة في السواقم، وبجانبها تنثر السدرة المكية نبقها (المقضماني أو المكي) الشهي بسخاء.
عرف عن المعلم حميد الهادي تواضعه وتبحره في علوم القرآن، ومن شدة زهده وورعه وحرصه على حقوق الآخرين، كان ينفض نعاله كلما تخطى ماشيا من مزرع ودخل لآخر، أو انتقل من ضاحية إلى أخرى، حتى لا تتسبب نعاله في نقل تربة تخص أحدا من الناس إلى آخر؛ فيكتسب ذنبا أو مسؤولية يسأل عنها؛ فقديما كانت الدروب والطرقات في القرى الزراعية تمر عبر الضواحي والبساتين المفتوحة، كقلوب أهلها المتحابة والمتسامحة.
سار المعلم حميد الهادي أيضا سيرة طيبة مع رفيق دربه وصديق عمره الوفي سعيد بن محمد العادي، المعروف بكرمه وتواضعه وحسن تفكيره وتدبيره، وعندما انتقل الأخير إلى حيل الغاف واستقر فيها، لإدارة أموال رجل الأعمال المعروف بـ«الخان»، كان المعلم حميد الهادي خير قرين ورفيق له، لم يتخل عنه يوما، وهناك ساعد قديم لفلج حيل الغاف لا يزال يعرف باسم ساعد سعيد بن محمد العادي؛ قد يكون هو من حدد مساره أو أشرف على تنفيذه، وعندما وافى الأجل المعلم حميد الهادي في حيل الغاف، لحقه بعد فترة صديق عمره سعيد بن محمد العادي، فدفنا في أرض متجاورة بالقرب من بيت البرج، لتبقى ذكرياتهما وسيرتهما العطرة مع الناس باقية إلى اليوم. (المزيد من التفاصيل عن ملامح الحياة في البيت العُماني القديم، فارجع إلى الكتاب إن شئت عزيزي القارئ الكريم).
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي
الخميس، 21 سبتمبر 2023
لحظة لقاء
وطن النجوم: أنا هنا/ حدّق، أتذكر من أنا؟...
مع الصديق والأديب أحمد الوهيبي.
لا بد للطائر المهاجر أن يعود.
الأربعاء، 20 سبتمبر 2023
الثلاثاء، 19 سبتمبر 2023
ذاكرة كتاب
في العام 2018م أصدرت الطبعة الثالثة لكتاب "قريات.. عراقة التاريخ وروعة الطبيعة"، ركز على الكثير من المواضيع المتعلقة بتراثنا الثقافي والطبيعي والتاريخي والحضاري، وتناول الفصل السابع منه موضوع "قصص وحكايات وأساطير مرتبطة بالذاكرة الشعبية والأمكنة".
أحد هذه الأساطير عن حكاية مرور "ابن مقرب" بولاية قريات وقصته مع ابنته وخادمه، وهم يخوضون مجرى وادي مجلاص، عنونتها: (خوضي.. بنت الخوَّاضة...) ما أسعدني أن بعض هذه الأساطير قد وظفها بعض الكتاب في أعمالهم السردية والأدبية.
لمتابعة تلك الأساطير والحكايات والقصص، وعددها أكثر من (21) يمكنكم الإطلاع عليها في الكتاب، وأخرى أيضا جديدة، سردتها في الفصل الثاني من الجزء الثاني من كتابي الأخير "شذرات.. تأملات ومشاهد وذكريات".
فالأساطير القديمة لها قيمة حضاريَّة وتاريخيَّة، وهي دلالة قوَّة لتفكير شعوبها، للبحث عن حقيقة الأشياء، وتفسيرِ ظواهر الكون؛ فلا ينبغي علينا احتقارها والتقليل من قيمتها، حتَّى وإن خالفت واقعنا وتفكيرنا اليوم؛ فهِي صيغت في زمن مختلف لم نعشه.
أرجو أني قد وفقت، في توثيق جانب من تراثنا المادي وغير المادي أو المعنوي، في نطاق ولايتي (قريات).
الاثنين، 18 سبتمبر 2023
ذاكرة كتاب
من كتاب "شذرات.. تأملات ومشاهد وذكريات"...
كان صوت نداءات الباعة في السوق القديم يمثل لونًا أدبيا وموسيقيا بهيجًا وجذابًا، كان يتردد صداها في جنباته الواسعة والمغلقة، وثقت بعض هذه الكلمات الجميلة، المختزنة في حنايا الذاكرة في كتاب عن قُريَّات، والمتمعن فيها يجد فيها وسيلة تسويقية فاعلة للدعاية الصوتية، والإعلان التجاري التفاعلي المباشر، للترويج عن منتجاتهم وخدماتهم المختلفة. إضافة إلى ذلك، لها قيمتها الأدبية والثقافية والإنسانية، فيها تنوع ثقافي، وتفاعل حسي ولفظي، دون أي تراتيبية لغوية، وهي بحق أحد معالم تراثنا الشفهي الثري.
في كل صباح، كنت أنصت إلى صوت موسيقي جميل، يأتينا صداه من بعيد من جهة الجنين، اعتدت سماعه في السوق القديم مع كل مساء، فما إن أنتهي من بيع كل ما جلبته معي إلى السوق، اتجه إليه للتأمل في صوته العذب، والتمتع بلحنه اللفظي الشجي، هكذا عودنا بائع الدنجو (الحمص) الوالد علي بن سعود الرواحي وهو يعلن عن منتجه، بألفاظه ولحنه وتغريداته المرتجلة، يبدأ إعلانه بضربة بالمغراف على حواف الصفرية أو الزيلة المعدنية، ثم يردد: «ايه التين بارك الله.. صيح على مك (أمك) تيتون (أي طفل صغير).. ايه التين بارك الله.. صيح على أبوك تيتون.. دنجووو.. دنجووو.. تعالوله الزين.. واحد من الحاجر.. واحد من الجنين.. صيح على مك تيتون.. عندقة وخمل ومبونة.. دنجووو.. دنجووو.. هينك تعال.. تعال قرب.. تعال.. دنجووو.. دنجووو». ومع كل مقطع لفظي، يطرق على الصفرية بالمغراف، بطريقة لحنية جذابة.
وفي الصباح، ومع شروق الشمس، يلف قريتنا وفي يده زيلة من المعدن، مملوءة بالدنجو المطبوخ الساخن، فما إن يصل إلينا حتى نتهافت للتحلق حوله، يلاطفنا بكلماته الطيبة ومعاملته الحسنة ومداعبته المرحة، فنبتاع منه الدنجو ببعض البيسات، فيغرف الدنجو في صحون معدنية صغيرة، لها شكل دائري، تسمى «ديس» أو «ديسة دنجو»، أو يلف الدنجو في ورق يشكله على شكل قمع مخروطي أو هرمي له قاعدة واسعة، كان -رحمه الله- مصدر فرح وبهجة أينما ذهب، ولا تزال رائحة الدنجو الزكية وطعمه اللذيذ، علامة فريدة مسجلة بأسمه في الذاكرة.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي
الأحد، 17 سبتمبر 2023
الجمعة، 1 سبتمبر 2023
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)