ذات يوم، كنت جالسا تحت مظلة على شاطئ البحر، فرأيت قطة جميلة، كانت ضعيفة الجسم، عظامها تكاد تكون بارزة من جلدها، كانت تموء بشدة، قلت في نفسي: قد بلغ هذه القطة من الجوع شدته.
فذهبت إلى بقالة قريبة، فأحضرت لها بعض الطعام والماء، وعند عودتي بحثت عنها، فوجدتها ساكنة بالقرب من المكان الذي كانت فيه، وأمامها بعض الطعام وماعون فيه ماء.
لم أجد في ذلك مكان آثار إنسان، قلت: سبحان الله، فقد ساق الله لها الرزق من حيث لا نحتسب.
في اليوم ذاته، انتقلت إلى قرية جبلية، رأيت على ضفاف الوادي سيارة واقفة، كان صاحبها يدور ويحوم حول السيارة، وقفت بجانبه، فتبادلنا التحية والسلام، سألته عن الأمر، وإذا من مساعدة أقدمها له، قال: أبحث عن قطط صغيرة أتيت بها من البيت، وقد اختفت في زوايا من السيارة، كنا نسمع مواء القطط ولا نراها، وفجأة ظهرت القطط فأمسك بها بقوة وغضب، فرماها في عمق الوادي، فجرت مسرعة لتلاقي مصيرها.
ومع حلول المساء، وفي ذات القرية، وجدت أحد العمال، يحمل بيديه إناء فيه بقايا من الطعام، وتجري خلفه عشرات من السنانير (القطط)، فنثر لها الطعام، والابتسامة قد ارتسمت على محياه، فرحا بما فعل.
*كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.