الثلاثاء، 8 يوليو 2025

طوي بلوش

 

ظلت طوي بلوش في حيل السلم تقري قوافل الجمال والحمير والسيارة بالماء العذب الزلال لمئات السنين.
حفرها الخيرون في هذا السيح الواسع والممتد؛ كبئر ورد لكائنات الأرض والسماء، يبتغون منها الأجر والثواب، فليس هناك أعظم من سقيا الماء.
كان العابرون لدروب فجاج الأودية والحيول ومنعطفات شواهق الجبال؛ ينيخون رحالهم في محيط هذه الطوي (البئر)، فيمزرون منها الماء الفرات، فيشربون ويرتوون، وتحت ظلال أشجار السلم والسدر والسمر الوارفة يستريحون، ومن هذه الطوي أيضا تورد الطيور وحيوانات البر في أمن وسلام.
كانت أرض سيح حيل السلم غنية بالحياة الفطرية (النباتية والحيوانية)، وفيها مزارع منتجة قديمة، ترويها عين ماء تمزر من عمق الصخر كسلسبيل بارد، وهناك آثار ساقية فلج قديم في الخبيل، قيل كانت تمتد إلى حيل السلم.
آخر من تعهد طوي بلوش المعلم الشيخ خميس بن آهرداد البلوشي، كان -رحمه الله- يزودها بالحبال والدلاء من حسابه الخاص لتواصل العطاء.
اليوم، لم تعد هذه الطوي كما كانت، لظروف هذا الزمان، ولكن ذاكرتها باقية في القلوب والوجدان، كما أن رسالتها أصبحت ممتدة بطريقة حديثة، فقد قام أحد الخيرين بتثبيت خزان وحوض ماء في محيطها، فتسمع تغريدات الصفاردة وزقزقة الصناصرة وهديل الحمام وثغاء الشياه تزين حيل السلم، فرحة بوجود الماء، فهو سر الحياة.
*كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.