الاثنين، 23 سبتمبر 2024

فلج المسموم عضيد فلج المبغى

الاسم اشتق من كلمة السمام، وتعني السقف المغطى، وهي من ألفاظ لهجتنا المحلية القديمة، فساقية هذا الفلج مغطاة تحت الأرض، لهذا سمي بـ"المسموم"، وهو من الأفلاج الخصبة في قرية صياء، تتدفق مياهه من خزائن الجبل الأسود العظيم.
يلتقي فلج المسموم بفلج المبغي في ساقية واحدة تحت حصاة المسموم، وهي كتلة صخرية عملاقة، تتميز بألوان جذابة وشكل مهيب، هناك تلتحم مياه البغي الدافئة بمياه المسموم الباردة في مكان واحد، وسط طبيعة ساحرة وجبال عالية.
في هذا المكان تتجلى حكمة الخالق عز وجل وقدرته "إِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ".
لفلج المسموم حكاية قديمة مع أحد القادة الإنجليز، عندما دخل عمق فلج المسموم، وهاله تلك الصخور التي يخرج منها الماء في عمق الأرض، فقرر حينها أن يقوم بتفجير تلك الصخور، لكي يستفاد من كميات المياه الهائلة في ذلك الخزين الصخري، فحدثت له قصة حالت دون أن يتم خطته.
تفاصيل تلك الحكاية الواقعية، وثقتها في الجزء الثاني من كتاب "شذرات.. تأملات ومشاهد وذكريات"، الصادر في العام 2023م، فإن شئت فأرجع إليه أيها المتابع الكريم.
أرجو من وزارة التراث والسياحة الموقرة، وبلدية مسقط الموقرة، تكرمهما بالاهتمام بهذا الموقع الطبيعي والتاريخي والسياحي، فالمكان موقعه في قلب محافظة مسقط، ويستحق أن يكون وجهة سياحية في عُمان.
بقلم صالح بن سليمان الفارسي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.