هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
السبت، 9 سبتمبر 2017
الجمعة، 8 سبتمبر 2017
تطعيم
اليوم، قبل وبعد صلاة الجمعة، بجامع السلطان
قابُوس بقُريات، اجتمعَ نُخبة من الشباب المتطوِّعين، يتقدمهم طاقم طبي من مستشفى
قُريات لنشر الوعي بأهمية حملة التطعيم ضد "الحصبة"، التي تُنفِّذها
وزارة الصحة مشكورة على مُستوى السلطنة لأعمار محددة، بين 20-35 سنة.
الفِكرة كانتْ ناجحة، خاصَّة للأخوة الوافدين؛ حيث
قدَّمت لهم خدمة تطعيم مجانية في مكانهم، بدلًا من تكبدهم الذهاب إلى المراكز الصحية.
قبل الصَّلاة، تحدثتُ مع إمام الجامع، وهو شابٌّ
يقع عمره في الفئة العمرية المستهدفة، قلت له: تقدَّم الصف، وخُذ حقنة التطعيم
أمام الحضور، ففعل، فوجدتُ الجميع -خاصة من الأخوة الوافدين- في طوابير؛ فالكل كان
يريد حقنة تطعيم.
شُكرا للشباب، شُكرا لوزارة الصحة، شُكرا لإدارة
مستشفى قُريات، شُكرا لإدارة جامع السلطان قابُوس بقُريات.. جُهُودكم مقُدرة وتُشْكَرون
عليها.
حصر الرسل
هَذِه النبتة نُسميها "رسل"، وهي من
التراث الطبيعي في عُمان.. كانت يومًا تُشكل فرش المجالس والبيوت والمساجد؛ فمن
أعوادها تنسج الحصر والمدد قبل ظهور ما يُسمى اليوم الزل وحصر النايلون والغنفات، التي
تُشكل آرائك هذا الزمان.
كانَ لأعواد الرسل قيمة؛ حيث تنمو في قيعان
الأودية ومصارفها، وفي وادي العربيين والمعلاة، وفي غيرها من المدن والقرى العُمانية
شهرة قديمة، فيتمُّ صَرْم أعوادها بالمجز؛ ثم تجفف لأيام، بعدها تنسج باليد وترمل
بحبال وخيوط وسرود رفيعة على شكل بساط كالدعن يمكن طيُّه.
ليس للرسل أوراق؛ وإنما هي أعواد ناعمة الملمس، طرية
اللحاء؛ تخضرُّ مع مواسم الأمطار، وتتيبس عندما ينقطع، لها جذور تمتد في الوحل،
وتتكاثر بصُورة كبيرة إذا ما كانت تربة الأرض طينية.
تلك الأعواد تنتهي بسلاة حادة، وفي الطب القديم
أيضًا مشهورة، وفي فن الكتابة على السليت والأوراق مذكورة، ولمراود الكحل مرغوبة.
في مهرجان مسقط الماضي، شاهدتُ حِرفيًّا قام
بإحياء صناعة الحصر العُمانية بطريقتها التقليدية القديمة، كان الإقبال عليها
كثيرا، فقد أخبرني بأنها نفدتْ سريعا؛ بسبب حبِّ الناس لتراثهم وتعلقهم بماضيهم،
وكذلك لكَوْن تلك الحصر تصنع من تراثنا الطبيعي النقي والصحي.
الأمر الذي نأمله من الهيئة العامة للصناعات
الحرفية، أن تُولي هذه الصناعة بعض الاهتمام، وكذلك هي وزارة البيئة والشؤون
المناخية مُطَالَبة برعاية هذا التراث الطبيعي وتنميته.
الخميس، 7 سبتمبر 2017
الشركات العائلية ودورها في التوظيف
مُنذ أيَّام، كُنت أستمع إلى أحد رجال الأعمال
الناجحين في برنامج إذاعي، وهو من الرواد في الاقتصاد العُماني.
كانتْ قِصَّة بدايته ونجاحه في مجال الاقتصاد والأعمال
شائقة، وتدعو إلى الفخر؛ فقد بدأ أعماله التجارية مُنذ ما قبل النهضة المُباركة من
أعمال بسيطة، ونمَت تجارته مع إشراقة النهضة المُباركة، لتصِل شركته اليوم إلى مَصَاف
الشركات التي يُشار إليها بالبنان على المُستوى المحلي والإقليمي والعالمي أيضا.
ذَلِك الرجل في خِتَام حديثه، قدَّم أمنية أن
يتولى العُمانيون مراكز القيادة في الإدارات العليا في شركته، لكنه لم يَجِد تلك
الكفاءات التي يُمكن أن يَثِق فيها حتى الآن، مُقدِّما الكثير من الأسباب الواهية،
التي تحول دون تحقيق حلمه.
تأملتُ كثيرًا في مُبرِّراته التي ساقها في حديثه،
حول إمكانية تولي العُماني الوظائف العليا في تلك الشركة، وسألتُ نفسي: لماذا
العُماني هو ناجح بتميُّز واقتدار في الشركات المساهمة العامة، بينما في الشركات
العائلية لم تَجِد له ذلك الوُجُود القوي في إداراتها العليا إلا ما ندر؟!
لَقَد حَان الوقت أنْ يُعطَى هذا الأمر الاهتمام
الأكبر من الدراسة، ومسألة تحفِيز الشركات العائلية على اندماجها أو تحويلها إلى
شركات مساهمة عامة، وفتح نافذة لها في سوق الأوراق المالية سيحلُّ الكثير من
الهواجس في هذا الشأن.
الأربعاء، 6 سبتمبر 2017
الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017
هل الرياضة ستُصلح ما أفسدته السياسة؟
نتَائِج مُنتخبات بعض الدول العربية في تصفيات كأس
العالم تبشِّر بخير. عسى أن تكُون الرياضة وسيلة فاعلة في تصفية القلوب؛ وإنهاء ما
علق فيها من كدر السياسة.
الاثنين، 4 سبتمبر 2017
الألم
هُناك تلازُمية وارتباط بين الألم والحياة؛ فلا
سعادة أو راحة في هذه الدنيا دون ألم؛ فالإنسان في صراع دائم مع الألم ومشقة
الحياة "لقد خلقنا الإنسان في كبد".
والألم على الرغم من مُكَابَدة الجسم والمشاعر
والفكر والوجدان لمصاعبه؛ إلا أنَّه مع العزم والإرادة والصبر والمُثابرة وسيلة
مُهمة ودافعية قوية نحو تحقيق الكثير من الأحلام والمُنجزات في الحياة.
فإِذَا نظرنا مثَلًا لما أنجزته الحضارات القديمة
والحديثة من مخترعات وابتكارات وعمارة وفُنُون وعلوم، نجد أنَّها كانت دومًا مُرتبطة
بالألم والأمل.
الكثيرُ من الذكريات المُرتبطة بمُجريات الحياة
اليومية تُصَاحِبها دوما جرعات من الألم؛ وهي بطبيعتها متفاوتة من إنسان إلى آخر،
وكذلك على المُستوى المؤسسي أيضا، ولكنَّ نِعمة النسيان والفرحة بالنجاح والتميز
بالمنجز جديرة ببث إشراقة السعادة في النفوس من جديد.
فإِذَا أردتَ أن تَسْعد بجمال الوردة ورحيقها، فعليك
أن تصبر على وخزات شوك غصنها، وإذا أردت أن تتمتع بشهد العسل فعليك أن تتحمل ألم
إبر وقرصات أو لسعات النحل.
عبَّرت جامعة هارفارد العالمية المشهورة بجملة
رائعة عن الألم؛ فعلقتها على مدخل لها؛ تقول: "ألم الدراسة لحظة وتنتهي، لكنَّ
إهمالها ألم يستمر مدى الحياة".
أين الليمون العُماني؟
منذ أيَّام زُرتُ أحدَ المراكز التجارية، فقد أعلنَ
ذلك المركز عن تخفيضات على بعض السلع.. من بينها: الليمون.
وجدتُ أمَام تلك اللوحات الإعلانية المحدِّدة لسعر
الليمون المستورد رجلًا كبيرًا في السن، متسمِّرا ومُتأمِّلا تلك الثمار، فساعة
يقلبها وساعة يشم رائحتها، فتقدم إليه أحد العاملين بُغية مساعدته، فسأله الرجل: "أين
الليمون العُماني؟!".. هزَّ العامل رأسه: "ما فيه ليمون عُماني، هذا بس
موجود".
نكَس الرجل رأسه، وسالت من عينه دمعة، فرد: ما منك
انته؟ ومع نفس عميق، قال: معقولة! سُوقنا يخلو من الليمون العُماني؟! فسكت.
الأحد، 3 سبتمبر 2017
السبت، 2 سبتمبر 2017
الجمعة، 1 سبتمبر 2017
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)