هَذِه النبتة نُسميها "رسل"، وهي من
التراث الطبيعي في عُمان.. كانت يومًا تُشكل فرش المجالس والبيوت والمساجد؛ فمن
أعوادها تنسج الحصر والمدد قبل ظهور ما يُسمى اليوم الزل وحصر النايلون والغنفات، التي
تُشكل آرائك هذا الزمان.
كانَ لأعواد الرسل قيمة؛ حيث تنمو في قيعان
الأودية ومصارفها، وفي وادي العربيين والمعلاة، وفي غيرها من المدن والقرى العُمانية
شهرة قديمة، فيتمُّ صَرْم أعوادها بالمجز؛ ثم تجفف لأيام، بعدها تنسج باليد وترمل
بحبال وخيوط وسرود رفيعة على شكل بساط كالدعن يمكن طيُّه.
ليس للرسل أوراق؛ وإنما هي أعواد ناعمة الملمس، طرية
اللحاء؛ تخضرُّ مع مواسم الأمطار، وتتيبس عندما ينقطع، لها جذور تمتد في الوحل،
وتتكاثر بصُورة كبيرة إذا ما كانت تربة الأرض طينية.
تلك الأعواد تنتهي بسلاة حادة، وفي الطب القديم
أيضًا مشهورة، وفي فن الكتابة على السليت والأوراق مذكورة، ولمراود الكحل مرغوبة.
في مهرجان مسقط الماضي، شاهدتُ حِرفيًّا قام
بإحياء صناعة الحصر العُمانية بطريقتها التقليدية القديمة، كان الإقبال عليها
كثيرا، فقد أخبرني بأنها نفدتْ سريعا؛ بسبب حبِّ الناس لتراثهم وتعلقهم بماضيهم،
وكذلك لكَوْن تلك الحصر تصنع من تراثنا الطبيعي النقي والصحي.
الأمر الذي نأمله من الهيئة العامة للصناعات
الحرفية، أن تُولي هذه الصناعة بعض الاهتمام، وكذلك هي وزارة البيئة والشؤون
المناخية مُطَالَبة برعاية هذا التراث الطبيعي وتنميته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.