الأحد، 12 نوفمبر 2017

من تراثنا الطبيعي

مَع إطلالة موسم الشتاء، بدأت أشجار السدر بنثر رائحة زهرها الفواح؛ إيذانا ببدء موسمها السنوي، والذي يستمرُّ إلى بداية الصيف.
سدر عُمان له خصائص وسمات مُختلفة، سواءً من حيث الثمار وطعمها الفريد؛ فهُناك الثمار السكري والحامض، وهُناك ما يكُون ثمارها بنواة هشة يُمكن قضمها، ويسمى بالنبق المكي أو المقضماني، ومنها ما يكُون بنواة صلبة تُسمى نجا.
وثمرة السِّدر تُسمى باللهجة الدارجة "النبق"، والواحدة منها تُسمى شوب نبق، وقبل أن تنضج ثمار السدر تُسمى خضمضام.
قديمًا لأشجار السدر مكانة وأهمية؛ فمِن ثمارها يطعم الجميع، وإذا ما انعدم الدقيق (الطحين) تهرس ثمارها ليصنع منها الخبز.
ومِن نواتها، وصلومها أو صلوبها، مكسرات زمان، ومن أوراقها شامبو الأحياء وغسل الأموات، ومن رحيق أزهارها يتغذى عسل النحل، ليعطينا أطيب العسل في الدنيا، ومن أخشابها تصنع الأبواب وعوارض البيوت... وغيرها من الاستخدامات.
وعَلَى أغصانها تَتَكاثر الطيور والعصافير، وفي ظلِّ أغصانها الممتدة يستريح الإنسان والحيوان وسائر الكائنات، ومكان وجودها دلالة لتوافر المياه في باطن الأرض في محيطها المكاني.
شَجَرة عُمانية عريقة ومُعمِّرة من تراثنا الطبيعي، دائمة الخضرة والجمال، لا تحتاج إلى مياه كثيرة، ومقاومة لكافة الآفات، وتعشق التربة العُمانية أينما غرستها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.