هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
الثلاثاء، 30 يوليو 2019
الثلاثاء، 23 يوليو 2019
الاثنين، 22 يوليو 2019
الأحد، 21 يوليو 2019
السبت، 20 يوليو 2019
استثمار في الطبيعة
الإنسان العُماني القديم أينما وجد الماء استثمره للزراعة وقيام الحضارة، حتى وإن بعدت الشقة، وتطلب الأمر النحت في الصخر..
السبت، 13 يوليو 2019
الأربعاء، 10 يوليو 2019
الثلاثاء، 9 يوليو 2019
الاثنين، 8 يوليو 2019
السبت، 6 يوليو 2019
كَلِمَة شُكْر
مَعَ انْتِهَاء الانْعِقَاد السَّنَوي الرَّابِع، ونِهَايَة الفَتْرَة الثَّامِنة (2015-2019) لمَجْلِس الشُّورى، نَتَوجَّه بالشُّكْر والتَّقدِير لجَمِيْع أَعْضَاء مَجْلِس الشُّورى الكِرَام، عَلَى جُهُودِهم فِي خِدمَة عُمان، وعَلَى تَفَانِيهم مِن أَجْل الرُّقِي بالمُمَارسَة الدِّيمقرَاطيَّة، بخُصُوصيَّتها العُمانيَّة، والتِي أَثْمَرت الكَثِير مِن الإنجَازَات التَّشريعيَّة والرِّقابيَّة، وِفْقَ الصَّلاحيَّات المُتاحَة للمَجلِس، وعَلَى رَأسِها تِلكَ اللُّحْمَة الوَطنيَّة لأَعضَاء مَجلِس عُمان؛ مِنْ أَجْل تَرسِية قَاعِدة تَشرِيعيَّة حَضَاريَّة وحَدِيثَة، لإِدارَة وتَنظِيم القِطَاع الاقتِصَادي فِي عُمان، التي لَامَسَت الوَاقِع ورُؤيَة المُستَقبَل. كَمَا نَشكُر أَمَانة المَجْلس عَلَى تِلكَ الرُّؤيَة الصَّائِبة فِي التَّواصُل مَع المُجتمَع.
في قريتنا سناجب
شدَّ انتباهِي، مُنذ فترة، وُجُود حَيَوان غريب يتسلَّق أشجارَ السِّدر والغاف، وقد جَعَلنِي أبحَث هذا الأمر في ظلِّ التكاثُر المتسارِع لهذا الحَيَوان، وبعد تقصِّي الأمر اتَّضح أنَّ شابًّا اشترى سنجابًا ووضعَه في قفصٍ مُحكم، فما إنْ فَتَح القفَص حتى هَرب مِنه مُتسلِّقا أشجارَ الغاف، فتوالَد وتأقلَم مع البيئة الجديدة، فأخَذ يأكُل ثِمَار الفرصاد والزيتون (الجوافة) والنبق والرطب والقرموص، ومع مُرُور الوقت أصبحتْ السَّنَاجب صديقةً للمكان.
حاولت مرارا تصوير هذا الحيوان الغريب على قريتنا، فلم أوفق، نظرا لسرعته وتخفيه بين الأغصان.
اليوم سمعت زقزقة موسيقية تتردد بين جنبات الأشجار، إلى جانب هديل الحمام، ونعيق الغربان، وتغريدات الطيور والصناصرة والشقرقاو والمطيطو، وثغاء الشياه، فهالني الموقف؛ حيث وجدت أسرابا من السناجب تنادي وتخاطب بعضها، وقد تكاثرت وتوالدت، وهي تمرح وتلعب بين أغصان الغاف، المحملة بثمار القرموص، وكأنها تغني -بحرية وسلام- فرحة بالعيش في بيئتها الجديدة، فكان حينها هذا المشهد القصير.
اليوم سمعت زقزقة موسيقية تتردد بين جنبات الأشجار، إلى جانب هديل الحمام، ونعيق الغربان، وتغريدات الطيور والصناصرة والشقرقاو والمطيطو، وثغاء الشياه، فهالني الموقف؛ حيث وجدت أسرابا من السناجب تنادي وتخاطب بعضها، وقد تكاثرت وتوالدت، وهي تمرح وتلعب بين أغصان الغاف، المحملة بثمار القرموص، وكأنها تغني -بحرية وسلام- فرحة بالعيش في بيئتها الجديدة، فكان حينها هذا المشهد القصير.
الجمعة، 5 يوليو 2019
الخميس، 4 يوليو 2019
الهبوبية
ذات مساء، مفعم بالجمال والهدوء، تقصيت مسار ساقية فلج الهبوبية؛ حيث تعد ساقيته المفتوحة من آمته حتى شريعته هي الأطول من بين أفلاج الولاية؛ فهي تمتدُّ لمسافة طويلة على ضفاف وادي السرين، وعلى حواف كتل صخرية، ذات تشكيلات رائعة بألوانها الزاهية، بنيت بطريقة هندسية معقدة، تُثبت قُدرة الإنسان العُماني على تطويع البيئة من أجل عيشة كريمة؛ فالماء هو شريان الحياة.
تعمَّقتُ في الوادي مشيًا من العصر حتى إطلالة المساء، كان مشهد الغروب وتمازج ألوانه مع ألوان تلك الجبال المُتعددة الألوان يأسِر القلوب والألباب. المكان يكتنفُه جمال السكون والهدوء، وفضاء الوادي تزينه الصخور ببياضها وسمرتها، وبالرمال الناعمة الملساء.
فِيْمَا الأشجار المورقة بخضرتها ورائحتها الزكية، وتغريدات الطيور وزقزقة العصافير وهي تمرح على ساقية الفلج لتروي عطشها، وصوت تعويبة رعاة الماشية، وثغاء الشياه بعد عودتها من المرعى وارتشافها للماء من الساقية، وابتسامة أطفال الرعاة، تزيد المشهد جمالا.
الثلاثاء، 2 يوليو 2019
رُطَب نَخلَة عِرَاقِي
هَكَذا أَطْلَق صَاحِب هَذِه النَّخلَة عَلَى ثِمَار هَذِه النَّخلَة، التِي جَلَبَها يَومًا مِن بَصْرَة العِرَاق، فَهِي تُذكِّرنا بأيَّام تَمر «القُوصَرة» العِرَاقيَّة، التِي كَانَت تَجلِبُها السُّفن العُمانيَّة والكويتيَّة والبَحرينيَّة والقَطريَّة والسُّعوديَّة والإمارَاتيَّة والعِرَاقيَّة واليَمنيَّة والإيرَانيَّة، العَابِرَة لشَطِّ العَرب، وخَلِيج العَرب، وبَحر عُمان بشِرَاع الأَمْن والمَحبَّة والسَّلام.
للأَشْجَار ذَاكِرَة أيضًا
هَذِهِ الأَشْجَار الكَثِيفَة المُتراصَّة، التِي تَعْتَصِر أَغْصَانها بالخُضْرَة اليَانِعة فِي هَذَا الصَّيف المُنعِش بالخَيْرَات، لَهَا ذَاكِرة إِنسانيَّة قَدِيمَة، مَلِيئَة بالحُزن والألَم، قَد لَا يُدرِك قِيمتَها ومَكَانتَها وتَارِيخَها جِيلُ هَذَا اليَوم، الذِي يَنْعَم بأرقَى الخَدَمَات الصِّحيَّة طَوَال عُمرِه.. كلُّ غُصنٍ مِن هَذِه الأشجَار بمَثَابَة سِجلٍ تَاريخيٍّ، يَنطِق بذَاكِرة إنسَان، كَان المَرَض يَنْهَش أَعضَاء جِسمِه حَتَّى المَوْت.
تُسمَّى هَذِه الأشجَار «غَاف المَرضَى»، وكَانَت قَبل العَام 1970م بمَثَابة مَكَان نَائِي يَبعُد عَن المَدِينَة، والمرضَى هُم الأَشخَاص الذِين ابتَلَاهُم اللهُ بأمرَاضٍ مُعدِية كالجُدِري والجُذَام والسُّل، والوَاحِد مِنهُم كَان يُسمَّى بالدَّارِجَة «مَرضِي»؛ حَيْث لَم تَكُن أيَّامها سُبل العِلَاج مُتوفِّرة، كَمَا هِي عَليهِ اليَوْم، وإنَّمَا العِلَاج الشَّعبِي هُو السَّبِيل الوَحِيد للنَّجَاة مِنَ المَرَض.. كَانَت السُّفن الرَّاسِية فِي المِينَاء مِن مُختَلف البُلدَان، هِي إِحدَى أَسْبَاب انتِشَار مِثل هَذِه الأمرَاض بَيْن النَّاس؛ حَيثُ كَانَت تَنتَقِل الكَثِير مِنَ الأَمرَاض عَبْر الرُّكاب.
كَانَت هَذِه الأَشجَار المُورِقة حِينَها بمَثَابة المَحجَر الصِّحي لِمَن يُعَانِي مِن مَرَض مُعدٍ، لبُعدِها عَن حَرَكة السُّكان؛ فكَان يُؤتَى بالمَرِيض، ويُترَك وَحِيدًا تَحْت ظِلِّها، ويتمُّ تَزويدِه بالطَّعَام والشَّرَاب فِي مَوَاعِين خَاصَّة، تَكُون بجَانِبِهم طَوَال الأيَّام، ويَظلُّ ذَلِك المَرِيض تَحْت هَذِه الأَشجَار إِلى مَا شَاء قَدر الله، عَافِية؛ أو حتَّى يَحِين أَجلُه المُقدَّر.
فِي بِدَاية الثَّمانينيَّات مِنَ القرنِ المُنصَرِم كُنُت مُوظَّفا فِي مَكْتَب الوَالِي، كَانَت طَبِيعَة عَمَلي استِقبَال طَلَبات النَّاس واحتِياجَاتِهم مِنَ الخَدَمات، ثُمَّ نَعملَ عَلى دِرَاستها وتَحويلِها إلى الجِهَات المُختَّصة بالدَّولَة، دَخَل عَلينَا يَومًا مِمَّن ابتَلاه اللهُ بهَذَا المَرَض فِي تِلك الفَترَة مَا قَبل السَّبعينيَّات، مَا زَالَت آثَار المَرَض تَبدُو ظَاهِرة عَلى أَعْضَاء جِسمِه، فكَانَت لَه حَاجَة، فقَصَد مَكْتَب الوَالِي بهَدَف مُسَاعَدته فِي قَضَائِها، كُنت فِي مَكتَبي، فَإِذَا أُشَاهِد العَسْكَر يَتَراكَضُون هَربًا مِنَ الرَّجُل؛ خَوفًا وخَشيةً مِمَّا فِيه ويُعَانِيه، فعَلِمتُ بالأَمر، وسَألتُ نَفسِي حِينَها: هَذَا الرَّجُل قَد تَرَك مَكَانه النَّائِي مِن أَجْل حَاجة، قَد تَكُون مُلحَّة، فلمَاذَا نَترُكُه؟ ذَهَبتُ إليهِ بنَفْسِي مُستَعِينًا بالله، واستَلمتُ طَلَبَه، ثُمَّ اتَّخذتُ بشَأنِه مَا يَقتَضِيهِ وَاجبُ الوَظِيفة، ثُمَّ عُدت إِليهِ وسلَّمته مُعَامَلته كَامِلة، رَأيتُ عَلَى وَجْهِه مَلَامِح فَرَح لا تُوصَف، عَلَى الرَّغم مِن مُعَانَاة المَرَض، حَمدتُ حِينَهَا الله عَلَى نِعمَة الصِّحَة، ومُنجَزَات نَهضَتِنا المُبَارَكة التِي تَحقَّقت فِي هَذَا القِطَاع.
أَرجُو المُحَافَظة عَلَى هَذِه الأَشْجَار؛ لِمَا لَهَا مِن قِيمَة طَبِيعيَّة، وذَاكِرَة إنسَانيَّة.
تُسمَّى هَذِه الأشجَار «غَاف المَرضَى»، وكَانَت قَبل العَام 1970م بمَثَابة مَكَان نَائِي يَبعُد عَن المَدِينَة، والمرضَى هُم الأَشخَاص الذِين ابتَلَاهُم اللهُ بأمرَاضٍ مُعدِية كالجُدِري والجُذَام والسُّل، والوَاحِد مِنهُم كَان يُسمَّى بالدَّارِجَة «مَرضِي»؛ حَيْث لَم تَكُن أيَّامها سُبل العِلَاج مُتوفِّرة، كَمَا هِي عَليهِ اليَوْم، وإنَّمَا العِلَاج الشَّعبِي هُو السَّبِيل الوَحِيد للنَّجَاة مِنَ المَرَض.. كَانَت السُّفن الرَّاسِية فِي المِينَاء مِن مُختَلف البُلدَان، هِي إِحدَى أَسْبَاب انتِشَار مِثل هَذِه الأمرَاض بَيْن النَّاس؛ حَيثُ كَانَت تَنتَقِل الكَثِير مِنَ الأَمرَاض عَبْر الرُّكاب.
كَانَت هَذِه الأَشجَار المُورِقة حِينَها بمَثَابة المَحجَر الصِّحي لِمَن يُعَانِي مِن مَرَض مُعدٍ، لبُعدِها عَن حَرَكة السُّكان؛ فكَان يُؤتَى بالمَرِيض، ويُترَك وَحِيدًا تَحْت ظِلِّها، ويتمُّ تَزويدِه بالطَّعَام والشَّرَاب فِي مَوَاعِين خَاصَّة، تَكُون بجَانِبِهم طَوَال الأيَّام، ويَظلُّ ذَلِك المَرِيض تَحْت هَذِه الأَشجَار إِلى مَا شَاء قَدر الله، عَافِية؛ أو حتَّى يَحِين أَجلُه المُقدَّر.
فِي بِدَاية الثَّمانينيَّات مِنَ القرنِ المُنصَرِم كُنُت مُوظَّفا فِي مَكْتَب الوَالِي، كَانَت طَبِيعَة عَمَلي استِقبَال طَلَبات النَّاس واحتِياجَاتِهم مِنَ الخَدَمات، ثُمَّ نَعملَ عَلى دِرَاستها وتَحويلِها إلى الجِهَات المُختَّصة بالدَّولَة، دَخَل عَلينَا يَومًا مِمَّن ابتَلاه اللهُ بهَذَا المَرَض فِي تِلك الفَترَة مَا قَبل السَّبعينيَّات، مَا زَالَت آثَار المَرَض تَبدُو ظَاهِرة عَلى أَعْضَاء جِسمِه، فكَانَت لَه حَاجَة، فقَصَد مَكْتَب الوَالِي بهَدَف مُسَاعَدته فِي قَضَائِها، كُنت فِي مَكتَبي، فَإِذَا أُشَاهِد العَسْكَر يَتَراكَضُون هَربًا مِنَ الرَّجُل؛ خَوفًا وخَشيةً مِمَّا فِيه ويُعَانِيه، فعَلِمتُ بالأَمر، وسَألتُ نَفسِي حِينَها: هَذَا الرَّجُل قَد تَرَك مَكَانه النَّائِي مِن أَجْل حَاجة، قَد تَكُون مُلحَّة، فلمَاذَا نَترُكُه؟ ذَهَبتُ إليهِ بنَفْسِي مُستَعِينًا بالله، واستَلمتُ طَلَبَه، ثُمَّ اتَّخذتُ بشَأنِه مَا يَقتَضِيهِ وَاجبُ الوَظِيفة، ثُمَّ عُدت إِليهِ وسلَّمته مُعَامَلته كَامِلة، رَأيتُ عَلَى وَجْهِه مَلَامِح فَرَح لا تُوصَف، عَلَى الرَّغم مِن مُعَانَاة المَرَض، حَمدتُ حِينَهَا الله عَلَى نِعمَة الصِّحَة، ومُنجَزَات نَهضَتِنا المُبَارَكة التِي تَحقَّقت فِي هَذَا القِطَاع.
أَرجُو المُحَافَظة عَلَى هَذِه الأَشْجَار؛ لِمَا لَهَا مِن قِيمَة طَبِيعيَّة، وذَاكِرَة إنسَانيَّة.
الاثنين، 1 يوليو 2019
فَرْحَة عُمانِي بمُنجَزَات وَطَنِه
قَبْل فَتْرَة كُنتُ فِي زِيَارَة لأَحَد كِبَار السنِّ فِي قَرْيَة جَمِيلَة تُسمَّى السَّمِير، فوَجَدتُه مُفتَرِشًا الأَرْض أَمَام مَنْزِله عَلَى مُرتَفَع صَخْرِي، يُطلُّ عَلى وَاحَة مِن الأَشْجَار البَريَّة الخَضْرَاء، رَأيتُه مُبتَهِجًا بوُصُول الطَّرِيق المُسفلَت إِلى أَمَام مَنْزِله، بَيْنَما أَحْفَاده يَصُفُّون سَيَّارَاتهم الوَاحِدَة تِلو الأخرَى أَمَام البَيْت، سَألتُه: لِمَاذا أَنتَ بهَذِه البَهْجَة لوُصُول شَارِع إلى دَارِك، بَيْنَما جِيل اليَوْم يَعُدُّون ذَلِك أمرًا عَادِيًّا. فسَألنِي أَتَدْرِي أَطْوَال الطُّرق المَرصُوفَة اليَوم فِي عُمان؟ سَأحدِّثك عَن قِصَّة وَقَعَت لِي يِوْمًا أيَّام مَا قَبْل نَهْضَة عُمان الحَدِيثة: كُنتُ أَعِيش فِي هَذِه البَلدَة، وكَانَت وَسِيلَة تَنقلَاتِنا فِي ذَلِك الزَّمن هِي الإِبِل أو الحَمِير، وذَات يَوْم كَانَت زَوجَتِي حَاملًا، فَشَعَرت بآلامِ الولَادَة، وطَالَ أَلمُها وتَعسَّرت ولَادتها، فَحَملتُها عَلى مَطيَّة بُغيَة عِلَاجِها فِي مُستشفَى طُومَس بمَطْرح.. كَان الوصُول إلى مَطْرح يتَطلَّب يَومًا كَاملًا، وَهِي مَسَافة أَقل مِن سَبْعِين كِيلومترًا، وأَنَا أَرَى زَوجَتي بتِلك الصُّورَة مِن الأَلم، كَان قَلبِي يتحسَّر ألمًا وحُزنًا، ومَا إنْ وَصَلت وَادِي عُدي وإِذَا بالمَرأة تَلفُظ أَنفَاسَها الأَخِيرَة، ففقدتُ الزَّوجَة والوَلدَ مَعًا، فَواريتُهمَا التُّراب في وَادي عُدي، وُعدتُ بحُزنِي وأَلمِي، مُتَحسِّرا عَلَى الوَضْع الذِي كُنَّا نَعِيشُه.. اليَوم تَصِل الطُّرق الأسفلتيَّة في عُمان إلى أَكَثر مِن 14660 كيلومترًا، تَربُط جَمِيع ولَايَات وقُرى عُمان مِن أَقصَاها إلى أَقصَاها، مُتحدِّية وعُورَة الجِبَال والوديَان، ويُمكِنك الوصُول إلى أيِّ نُقطَة في عُمان بسُهولَة وَيُسر فِي سُويعَات دُون أيِّ مَشقَّة، أَفَلا أَفْرَح بهَذِه النِّعمَة التي كُنَّا نَفتَقدُها عَلَى أيَّام زَمَانِنا؟! ألَا نَفْخَر بهَذَا المُنجَز الحَضَاري لنَهضَة عُمان الحَدِيثة؟!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)