السبت، 7 سبتمبر 2019

مَدْرَسَة مَشَارِق التفوُّق لكُرَة القَدَم

 
مُنذُ فَتْرَة وأَنَا أُتَابِع الجُهُودَ التِي تَبذُلها «أَكَاديميَّة مَشَارِق التفوُّق لكُرَة القَدَم بولَايَة قُريَّات»، والتِي يَقِف عَلَى رَأسِها الرِّيَاضِي والمُدرِّب الوَطني المَعْرُوف، الجَدِير بالاحتِرَام والتَّقدِير الأَخ العَزِيز خَمِيس الحَسْنِي؛ فَقَد عَرفتُه مُنذُ زَمنٍ طَويلٍ شَغُوفًا بالرِّياضَة ومُهتمًّا بِهَا وغَيُورًا عَليهَا، خَاصَّة كُرَة القَدَم، وقَد قَدَّم الكَثِير للرِّياضَة؛ سَوَاءً كَان لَاعبًا، أو مُدِّربًا رِيَاضيًّا مُحتَرِفًا، ولَه إنجَازَاتُه فِي هَذَا المَجَال، لا يُنكِرها كُلُّ مُنصِف.
إِدَارَة هَذِه المَدْرسَة الرِّياضيَّة وفَرِيْق عَمَلهَا وَضَعُوا لَهَا رُؤيَة ورِسَالة وأَهْدَافًا مَكتُوبَة ومُعلَنَة، تمَّتْ صِيَاغتُها بوَاقِعيَّة ورُؤيَة مُستقبَليَّة وَاعِدة، وتَقُوم عَلَى أَفْكَار طَمُوحَة، وتَحْظَى بتَسويقٍ مُتَميِّز، وهُو يَنمُّ عَن فِكرٍ إستَراتِيجيٍّ وخُططٍ عَمَليَّة مَدْروسَة.
وَقَد تَأمَّلتُ فِي رِسَالتِها ورُؤيَتِها وأَهْدَافِها؛ فوَجَدتُها تَسِير وِفقَ خُطُواتٍ رَائِعة، تَقُوم عَلى جَوَانِب فَنيَّة وعِلميَّة مُتقدِّمَة، وإِنْ كَانَت مُستَنِدة إلى جُهُودٍ فَرديَّة وذَاتيَّة.
هُنَاك تَجَارِب قَدِيمَة فِي هَذا الإِطَار، أتذَكَّرها جَيِّدًا إِبَان عُضوَيتِي فِي مَجْلِس إِدَارَة نَادِي قُريَّات فِي التِّسعينيَّات ومَا بَعْدَها، وبَعضُها كَانَت بدَعمٍ مِنَ الاتحادِ العُمانيِّ لكُرَة القَدَم، إلَّا أنَّ الكَثيرَ مِن تِلكَ التَّجَارِب قَد تَعثَّرت للأَسَف، لعَوَائِق وعَوَامِل وأَسْبَاب مُختَلِفة حَدَّت مِن استِمرَاريَّتِها؛ مِنْ بَيْنِها: غِيَاب التَّخطِيط الإستِرَاتيجيِّ والرُّؤيَة المُستَقبليَّة فِي الأَنْدِيَة، وكَذَلك غِيَاب العَمَل المُؤسَّسي فِيهَا، حَتَّى تَصِل لِمَا يُعرَف اليَوْم فِي عِلمِ الإِدَارَة والتَّنمِية الإِنسَانيَّة بتَحْقِيق الاستِدَامَة.
فتِلْكَ البَرَامِج والخطَط غَالبًا مَا تَقُوم عَلى جُهُود الأَشخَاص، ولَيْس عَلى فِكرٍ مُؤسَّسيٍّ تَوَاصُليٍّ بَيْن الأجيَال؛ فمَتَى غَابُوا تَمُوت مَعهُم تِلكَ الأَفْكَار والأَهْدَاف، لتَبْدَأ مَعهَا مَرْحَلة جَدِيدَة.
وَلَكِن بمُتَابعتِي لجُهُود هَذِه المَدْرسَة، الرَّاعِية لعَدَد كَبِير مِن البَرَاعِم فِي مَجَال الرِّيَاضَة وكُرَة القَدَم، فإنَّنِي أَرَى فِيهَا تَجْرِبةً جَدِيدة وفِكرًا جديدًا وأملًا مُشْرِقًا، تَسْتَحقُّ الإِشَادَة والتَّقدِير والدَّعْم والمُسَانَدة والتَّشِجيع.. فتَحيَّة مَحبَّة لأخِي خَمِيس الحَسْني وفَرِيْق عَمَله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.