لا تمضي علي أيام وإلا تجدني في صياء أو عرقي، أحب أن أتجول في معالمها البيئية والطبيعية، مستذكرا تاريخها الثقافي برُقيِّه الحضاري، يجذبني تنوعها البيئي والطبيعي، وتستهويني جبالها الشامخة، الغنية بتراث طبيعي وثقافي موغل في القدم، فهي مدهشة تبهج النفس بخضرتها، وتشرح الصدر بجمالها، وتسر الخاطر بنسائم جوها العليل، أرضها مروج خضراء كبساط ممتد من سندس أخضر، كتبت كثيرا عن معالم تلك القرى التراثية والطبيعية والثقافية؛ سواء كان ذلك في الكتب التي أصدرتها عن قُريَّات أو في مدوناتي الإلكترونية؛ فهي بحق نزهة بصرية مثيرة وساحرة.
عندما تدخل صياء تبهرك حدائقها المعلقة الخضراء بين حواف تلك الكتل والتلال والنجود الصخرية، التي تم نحتها بشكل هندسي رائع الجمال، نخيل باسقات تعانق شمم الجبال، يحرسها الجبل الأسود العظيم بعنفوانه وتمركزه وهيبته، فمن صخوره الكتيمة القاسية تتفتق ينابيع مياه وفيرة، منها تسيل كسلسبيل رقراق، عذبة فرات في سواقي الأفلاج، يتلألأ منها خيرات الأرض وثمارها الدانية، «ويا صياء ما يلش مثيل».
كانت صياء يومًا وجهة علمية وثقافية مرموقة، تتمتع بسمعة محمودة طافت بها الآفاق، وتغنَّى بها الأدباء والشعراء بجمالها الأخاذ، وروعة مناظرها البهية، هكذا يروي كبار السن فيها، فهي كما وصفها أحد المؤرخين «نفوسة حطاط» لجمال طبيعتها الخلابة، وأجوائها المنعشة الساحرة، ومعالمها البيئية والتاريخية المبهرة، ولمكانتها المعرفية والعلمية. لوحة طبيعية متكاملة، تأسر القلوب وتسلب الألباب وتسحر الأنظار، وتحفة فنية وبيئية متنوعة، تثير الوجدان والذكريات، وتلهب المشاعر والأحاسيس...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.