وأما عن وسائل النقل في العصر الحديث، فقد أشارت بعض الوثائق البريطانية القديمة إلى أن أول سيارة من نوع «شيفروليه» تدخل قريات كانت في العام 1939م، انطلقت رحلتها من مدينة مسقط، مروراً بمطرح ووادي عدي وبلدان حطاط، واستغرقت الرحلة في حدود أربع ساعات ونصف.
وتذكر الذاكرة الشفهية أيضًا أن السيارة قد واجهت صعوبة شديدة في سيرها عند وصولها السواقم والمخاضة وعبورها وادي مجلاص، بسبب الجنادل الصخرية ومسارات الوادي الحصوية، وقد قام الأهالي بتقديم المساندة والعون لمن كان في السيارة حتى تُكمِل رحلتها إلى مدينة قريات، وقد أكملت السيارة رحلتها إلى قريات وعادت إلى مسقط، وقد استغرقت رحلة العودة والإياب في حدود ثلاث ساعات وعشرين دقيقة.
وفي الخمسينيات أو الستينيات من القرن الماضي، ظهرت السيارات ذات الدفع الرباعي، والتي شُقَّ لها طريق ترابي عبر وادي مجلاص في العام 1961م، تكفلت به دائرة التحسينات في ذلك الوقت، وكان عدد السيارات محدودًا في قريات وقتذاك، وهي من نوع الكروزر واللاندروفر، يزدحم فيها الركاب جلوسًا ووقوفًا في بدنها، بل هناك من يتعلق على أبوابها من الخارج، أو يجلس على طبلونها (غطاء المحرك)، لكي تستوعب الجميع، ويصلون بفرح وسلام إلى مطرح ومسكد (مسقط)، وقد عمل في نقل الركاب بين قريات ومطرح ومسقط مجموعةٌ من العمانيين؛ من بينهم: عيسى البلوشي، ومال الله بن عبد العزيز الوهابي المعروف بـ«مالان»، وسالم بن زاهر المعشري، وخلفان بن سالم الكلباني، وسعيد البوشري، وخلفان بن راشد الحميدي، وجمعة بن محمد البلوشي، وسعيد بن خلفان البلوشي، وأحمد بن راشد الحسني، وسعيد بن صالح العامري، وسالم بن مياه البلوشي، ومحمد بن مياه البلوشي، وهديب بن بشير المعمري، وعبد الله بن علي بن بشر الصخبوري... وغيرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.