يُعد الطريق الساحلي الذي يربط بين ساحل قريَّات ورأس أبو دود أحد أهم وأقدم الطرق الساحلية في ولاية قريَّات. يمر مسار هذا الطريق بشاطئ جبلي ورملي يتميز بجماله الآسر، وتتخلله مرتفعات جبلية كانت تشكل خطورة على مستخدميه، أبرزها عقبة جبل اللمسة. لذا، كان على سالكي هذا الطريق الصعود أو النزول من هذه القمة لمواصلة سيرهم نحو الساحل أو رأس أبو داود.
قبل أشهر، تكاتفت إرادة مجموعة من الشباب وتضافرت جهودهم لتسهيل مسار هذا الطريق، فدرسوا طبيعة صخور جبل اللمسة الصلدة وقرروا بناء سُلَّم خرساني يربط أعلى قمة الجبل بقاعدته، يبلغ ارتفاعه أكثر من سبعين مترًا.
قام الشباب بشراء المعدات اللازمة لتنفيذ هذا المشروع الهام، وتم تقسيم العمل بينهم؛ فمنهم من يكسر الصخور، ومنهم من يحمل أكياس الأسمنت على رؤوسهم أو بواسطة الحمير، وآخرون تولوا صب الأسمنت. بفضل عزيمتهم، تم تكسير الصخور وتهيئة بيئة الموقع، ثم شرعوا في بناء السُلَّم بطريقة فنية وهندسية متقنة تضمن عبور جميع الأعمار بسلام.
بهمة الشباب وإرادتهم القوية، أُنجزت مساء اليوم، الموافق 18 من نوفمبر المجيد، اللمسات الأخيرة لإنشاء هذا السُلَّم الإسمنتي في جبل اللمسة، والذي بدأ العمل فيه يوم 11 من شهر أكتوبر الماضي.
أتقدم بخالص التحية والتقدير الممزوجة بالمحبة والفخر لكل من: محمود بن سعيد السناني، وسلطان بن خميس السناني، وفهد بن جمعة السناني، وإسحاق بن مبارك الفارسي، وأحمد بن هلال السناني، وماجد بن سالم السناني، وهلال بن سعيد العريمي، وأحمد بن سالم بن حمد السناني، وماجد بن عبدالله السناني، وسعيد بن مبارك السناني، وغيرهم من الشباب في ساحل قريَّات، الذين التقيتهم هذا المساء، وكانت وجوههم مشرقة بالفرح وقلوبهم فخورة بهذا الإنجاز لخدمة البيئة والمجتمع.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.