الخميس، 12 يوليو 2012

23 يوليو المجيد انطلاقة التنمية الإنسانية بمفهُومها المُعاصر في عُمان (4)

شهدت السلطنة مُنذ العام 2011م مرحلةً جديدة ونقلة نوعية في مسيرة التنمية الإنسانية، فقد تم تعديل بعض مواد وأحكام النظام الأساسي للدولة، وذلك استجابةً لمُقتضيات ومُتطلبات التطور الاجتماعي والمؤسسي للنهضة المُباركة، والتي أكدت على توسيع نطاق مُشاركة المُواطن في اتخاذ القرارات الوطنية، وتجلى ذلك في توسيع صلاحيات مجلس عُمان التشريعية والرقابية.
كما شهدت هذه المرحلة تأكيد استقلالية القضاء عن السلطة التنفيذية، وتفعيل دور جهاز الرقابة المالية والإدارية، وإجراء إصلاحات وتغييرات عديدة شهدها القطاع الحُكُومي؛ من أجل الارتقاء بالخدمات التي يقدمها للمُواطنين.
بالإضافة إلى تطوير نظام المُحافظات ضمن تقسيم إداري جديد للسلطنة، وإنشاء المجالس البلدية في المُحافظات، وتشكيلها بطريقة الانتخابات المُباشرة من جانب المُواطنين في الولايات؛ بهدف تعزيز المشاركة الفاعلة في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما شهدت مسيرة التنمية الإنسانية في عُمان انطلاقة جديدة تجاه الاستثمار في الموارد البشرية بالتوسع في مجال التعليم العالي والتدريب والتأهيل، وتنويع مصادر الدخل القومي، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الإنتاجية المُختلفة، وتحفيز القطاع الخاص على أداء دور أكبر في نمو الاقتصاد الوطني وتنمية المُجتمع، والمشاركة بفاعلية في اقتصاديات المعرفة العالمية، ومُجابهة تحديات العولمة من خلال تطوير القدرات الوطنية وتأهيلها بما يواكب عصر التقدم المعرفي والتكنُولُوجي.
كما تم تأسيس مجلس أعلى للتخطيط برئاسة جلالة السلطان؛ بهدف وضع الإستراتيجيات والسياسات اللازمة لتحقيق التنمية المُستدامة في السلطنة، وإيجاد الآليات التي من شأنها تطبيق تلك الإستراتيجيات والسياسات، وصولا إلى تحقيق التنوع الاقتصادي والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية المتاحة. ولتوفير البيانات والمعلُومات الإحصائية عن السلطنة فقد تم إنشاء المركز الوطني للإحصاء والمعلُومات يتبع المجلس الأعلى للتخطيط.  
وهكذا تتواصل مسيرة التنمية الإنسانية في عُمان بثبات، لتدخُل مرحلة جديدة من البناء والتطوير والتجديد لدولة حديثة وعصرية، وهي تقف اليوم بشموخ وكبرياء لمواجهة كافة التحديات، وذلك من خلال جُهُود مُتواصلة ورؤية واضحة ورسالة سامية وغايات وأهداف نبيلة لخدمة هذه الأمة؛ من أجل مُستقبل مشرق لأبناء عُمان، وبناء تنمية شاملة تواكب العصر الذي يعيشون فيه.
ومن الواجب الوطني في هذه المرحلة الحالية والمُستقبلية بذل المزيد من الجهد والعطاء، والعمل الجاد والمُثابرة والإخلاص، والصبر من أجل خدمة ونهضة عُمان؛ وذلك من خلال تلاحُم قوي بين كافة أطراف صناعة التنمية الإنسانية، وبإرادة راسخة وعزم أكيد وهمة عالية من قبل جميع أبناء هذا الوطن العزيز، بهدف تحقيق المزيد من التقدم والرخاء والنماء والإنجازات المشرقة للتنمية المُستدامة في ظل قيادتنا الحكيمة.
فرعى اللهُ مسيرة النهضة المُباركة، وكل عام وعُمان وقائدها المُفدى بألف خير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.