تتمثل الإدارة بالتجوال في تواجُد القائد على رأس
العمل، ويتجول داخل الوحدات الإنتاجية، ويُتابع الأعمال الميدانية للتأكد من أنها
تسير وفق الخُطط والبرامج المرسُومة. وهي تُعتبر فلسفةً إداريةً لها تأثير نفسي
وإنساني لدى العاملين وهم يرون رئيسهم يتجول بينهم، ويشد على أمرهم، ويُشجعهُم ويُحفزهُم
على المزيد من الجهد والعطاء والإبداع والابتكار، ويعيشُ الواقع في مُعالجة
المشكلات.
وهذا الأسلُوب ليس بهدف المُراقبة والتحكم
والسيطرة وتصيد الأخطاء فحسب، وإنما بهدف بث الحماس، ورفع الروح المعنوية لدى
العاملين، بما يُشعرهُم باهتمام القيادة بهم، وبما يُنجزُون من أعمال. وإضافة إلى
ذلك، فإن استخدام هذه الفلسفة الإدارية يُتيح للقائد المُعايشة الفعلية للأحداث
على طبيعتها وحقيقتها، والحُصُول على المعلُومات مُباشرة من مصادرها الرئيسية.ويُسهم
هذا الأسلُوب أيضًا في غرس الرؤية والرسالة التي تتبناها القيادة في مرُؤُوسيها،
وتُسهم في اختصار الوقت في إصدار القرارات التنفيذية، ومُعالجة الأخطاء
والانحرافات الإدارية المؤثرة على جودة الأداء والإنتاج.
والإدارة بالتجوال في حقيقتها منهجٌ إسلامي؛ فقد
حث الإسلام ُعلى الوقوف على احتياجات الأمة، والعمل على مُعالجة المُشكلات
الحياتية، وخير قُدوة لذلك مُعلم البشرية وسيدُها، فقد كان عليه الصلاة والسلام يُتابع
أمور الأمة ويعمل على تحفيز أصحابه من خلال تواجده المُباشر بينهم، بل مُشاركته فيما
يقُومُون به بهدف رفع المعنويات وغرس الثقة في قُدراتهم والإيمان برسالتهم.
وانتهج هذا الأسلُوب أيضًا كافة قادة الدولة
الإسلامية؛ فيُروى عن الخليفة عُمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه كان يقف بنفسه على
مُطالعة أحوال الناس لحل مشاكلهم، والقيام بأمُورهم وقضاء مصالحهم وحفظ عُهُودهم
وإعانة طائعهم وزجر عاصيهم، إضافة إلى التعرف على احتياجات المُجتمع ورعاية
الضعفاء والفُقراء، يقُول رضي اللهُ عنه: "امشُوا في حوائج إخوانكم ترتاح
الرعية وتأمن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.