شهدت الكثير من الجلسات الثقافية لعدد من المهتمين
والباحثين في المجال التربوي والبحث العلمي نقاشات مُستفيضة عن أسباب توجه وزارة
التربية والتعليم لإلغاء أو إعادة ترتيب لمادة البحث العلمي في المناهج الدراسية
ضمن الخُطة الحالية.
مع تأكيدي بأن الوزارة المُوقرة لا تخطُو إلى شيء
إلا بعد دراسة مُستفيضة، وما يلمسه الميداني في حقل التعليم بصُورة مُستمرة قد
يغيب عن الآخرين. ولكن من وُجهة نظري أن سبب هذه الاختلافات في وجهات النظر سببه
عدم وُجُود جهة تشرح توجهات وخطط التعليم للرأي العام؛ فمثل هذه القرارات المُلامسة
للناس تحتاج إلى حملات تواصل إعلامية؛ سواء كان ذلك قبل صُدُورها للتمهيد لها أو بعد
صُدُور مثل هذه القرارات لشرحها وبيان مُبرراتها للرأي العام.
أُسلوب تدريس مادة البحث العلمي إذا صح لنا أنها "بحث
علمي"، وفق ما لمسته بأن يطلب المعلم من الطالب إعداد تقرير أو تعبير عن
موضُوع معين، ومن ثم يعمل الطالب على جمع تلك المادة وينمقها بالألوان ويُقدمها
دون أي نقاش أو عرض في الفصل، فإن ذلك من وجهة نظري لا يمُت إلى البحث العلمي بصلة
وإنما هو تضييع للوقت وهدر للمال وتكلفة يتحملها ولي الأمر. وهنا، فإن قرار
الوزارة بوقف أو إعادة نظر في تدريس هذه المادة كان في مساره الصحيح.
ولكن لدي مُقترح حول هذا الموضُوع، ويتجسد بأن
تدرج مادة البحث العلمي من ناحية نظرية وبطريقة غير مُباشرة ضمن محتويات جميع
المواد، ومن ثم يتدرج الطالب في دراستها وفق المرحلة الدراسية التي هُو فيها
بجرعات مُتدرجة من ناحية التطبيق العملي لأدوات وأساليب وطُرُق البحث العلمي. كما
من المُهم استخدام طريقة فرق العمل لتنفيذ مشاريع بحثية؛ بحيث يُقسم الفصل إلى مجمُوعات
لتقديم فكرة بحثية أو مشرُوع؛ وبذلك نُنمي لدى الطالب فكرة الاختراع والابتكار.
كما من المُهم كذلك تفعيل دور المكتبة المدرسة، فمُحتويات
المكتبة يجب أن تكُون مكملة للمناهج الدراسية ومُنسجمة مع توجهاتها الفكرية
والعلمية والثقافية. ومن المُهم أيضًا أن يتضمن الجدول الدراسي حصصا للمكتبة، وأن
تعمل المدرسة على تشجيع القراءة والإطلاع، ومُطالبة كل مجموعة من الطلاب تقديم مُختصر
عن كتاب ويتم مُناقشته ضمن حصة مدرسية أسلوب جيد تنمي روح التفكير والإبداع لدى
الطلاب.. وفق الله الجميع لما فيه الخير.