المُكرم الشيخ خلفان بن مُحمَّد العيسري.. شخصية عُمانية
فذة، وداعية إسلامي رزين، اتَّخذ الاعتدال والوسطية منهجًا له، له أُطرُوحات واسعة
في شتى مجالات العلم والمعرفة، احترفَ التدريب في مجال تنمية الموارد البشرية
والإدارة وفُنُونها، له حضورٌ إعلامي واسع داخل السلطنة وخارجها، ومُشاركات وطنية
مشهودة، وأعمال تطوعية عديدة.
سخَّر جل حياته من أجل خدمة المُجتمع والوطن والإنسانية،
وقد كرمه قائد البلاد المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه- بتعيينه عضوا في مجلس الدولة،
وأعطى بفكره من أجل الوفاء بما كلف به بأمانة واقتدار.
اليوم، استمعتُ إليه في برنامج "منتدى الوصال"
على إذاعة الوصال العُمانية، بضيافة الإعلامي القدير والمذيع اللَّامع مُوسى
الفرعي، وقد سعدتُ كثيرا بكلامه ورؤيته تجاه الشباب وصناعة المُستقبل، لديه رؤية
تقول بأن قياس تقدم الأمة من تأخرها يتجسد في: ثقافة الشباب وإنجازاتهم وكيفية
استغلال أوقات فراغهم.
وعلى الرغم من الحديث المُمتع والشيِّق في ذلك
البرنامج، إلا أنني قد تألمتُ كثيرا عندما أفصَح الشيخ العيسري عن مرضه ومعاناته؛ فهو
يُؤدي دوره المُجتمعي والدعوي من خلال أدوية ومُسكِّنات قوية تهدئ من ألمه الشديد حتى
يتمكن من أن يُؤدي رسالته، وهو في الوقت ذاته يتحرك على كرسي متحرك.
تعجَّبتُ من قدراته بأنه لم يستسلم للمرض وأوجاعه،
فهو مواصل مشواره بنفسٍ توَّاقة ومُحبَّة لنشر المعرفة والتزود من علومها؛ فجدول
حياته مزدحمٌ باللقاءات والمحاضرات والدروس وورش التدريب، التحق مُؤخرا بإحدى
الجامعات بالمراسلة؛ من أجل أن يُواصل تعليمه لمرحلة الماجستير، رغم عدم حاجته
للشهادة؛ فهو يمتلك من المهارات والقدرات والمعارف ما يفوق من يحمل شهادة
الدكتُوراه والأستاذية، ولكنَّ حبه للعلم والمعرفة جعله يحارب الألم بالتحدي؛ من
أجل أن يقضي على وقت فراغه بالقراءة والبحث والتعلم.
خَتَم الأستاذ العيسري حديثَه، اليوم، بأن طلب من
مُستمعيه أن يدعوا له بالعفو والعافية. نسأل الله العلي القدير له الصحة والعفو
والعافية، وأن يُؤجره على ما يُقدمه في خدمة العلم والإسلام والمعرفة، وأن يُوفقه
في خدمة وطنه وأمته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.