مِنَ المُهم جدًّا أن يُدْرِك المقبل على ترشيح
نفسه للانتخابات في بداية الأمر مَدَى جسامة المسؤُوليات المترتبة عليه القيام بها
عند إقدامه على تقديم طلبه لأي تمثيل نيابي في المُؤسسات البرلمانية... وغيرها من
مُنظمات المُجتمع المدني.
فعمليَّة تمثيل الآخرين أمانة عظيمة ومسؤُولية
كبرى أمام الله وتجاه الوطن والأمة؛ ولهذا على المترشح تقييم نفسه قبل تقييم
الآخرين له.
كَمَا على المترشح أنْ يُدرك أنَّ المرحلة المقبلة
لمسيرة التنمية في الوطن بحاجة لجهد أكبر، وفكر جديد، وكفاءات فاعلة، في ظلِّ
متغيرات العصر وتراكُم الخبرة الانتخابية لدى الناخبين، وزيادة مطالب وتطلعات جيل
المُستقبل من الشباب، إضافة لأهمية المُمارسة الصحيحة لتفعيل مهام المجلس.
كَمَا يجب أنْ يُدرك المترشِّح الراغب في تجديد
عضويته أن من سُنن الله -عزَّ وجلَّ- في هذه الحياة أن جَعَل لكل شيء نهاية ودورة
حياة، وهذا ما ينطبقُ أيضًا على المرشح للانتخابات؛ فهو يبدأ بمرحلة تقديم نفسه
للمنافسة في الانتخابات، ومن ثمَّ تبدأ مرحلة جديدة تُسمى مرحلة النمو والتي تتعلق
بنمو شعبيته والتصويت لصالحه يوم الانتخابات.
بَعْدَها تبدأ مرحلة النضوج، والتي تتُمثل في
تراكم خبراته وقدراته على كسب تأييد ومساندة الناخبين واحترامهم له؛ وذلك تقديرا
لمجُهُوداته في خدمتهم وخدمة الوطن والمُجتمع.
وإِذَا ما قلَّت جُهُود المرشح، ولم يستطع أن يُحَافظ
على هذه الروح وتنمية شعبيته لدى الناخبين وتقديم الجديد للوطن، تبدأ مرحلة جديدة
تنبئ بهبوط شعبيته لدى ناخبيه، وبسقوطه وفشله في الانتخابات القادمة، ومن ثمَّ
تبدأ رياح التغيير تهبُّ بقوة، والتحول نحو اختيار مرشح جديد يتلاءم مع ظرُوف
الفترة الجديدة، وتطلعات الناخبين، واتجاهات الرأي العام.
لِهَذا؛ ينبغي من الراغب في تجديد ترشيحه مرة أخرى
للانتخابات أن ينتبه جيدا للمرحلة التي يمر بها، ومتى ما شعر أنَّ ظرُوفه وقدراته
لا تؤهله للاستمرار بنفس الروح العالية التي بدأ بها، فعليه تسليم زمام الريادة
للوجوه الجديدة، ولا ينقص ذلك من قدره شيء.. نسأل الله أن يُوفِّق الجميع لما فيه
خير هذا الوطن العزيز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.