المُعلِّم علي بن ناصر السيابي.. شخصية عُمانية
فذة، أفنى حياته في طاعة الله، تميَّز بالتواضع والاحترام وتقدير الجميع، يُلَاقِيك
بابتسامة صافية تشعُر أنها نابعة من أعماق قلبه، يُلاطفك بأعذب الكلمات، إذا تكلم
لا تسمع منه إلا كلاما طيبا بصَوت خافت خفيف، فتح بجانب بيته مدرسة للقرآن الكريم
في فترة ما قبل عام 1970م، تعلم على يديه العديد من أبناء قريته المعلاة، يتذكَّره
الجميع بكل خير، لا ينادُونه إلا بالمعلم، يُبهرك تواضعه حتى لِمن هو أصغر منه
سنا، عاش في حاله، وتمسك بمهنة الزراعة حتى آخر عمره، تجدُه يرعى تلك الشجيرات من
الليمون طوال وقته، اعتمدَ على نفسِه في تسيير أمور حياته، لم أجده يوما مُترفِّعا
عن مهنته رغم مكانته الرفيعة في قلوب الجميع، يعرضُ مُنتجات مزرعته لأجل أن يعتمد
على نفسه.. اليوم، يُفارقنا المعلم بعد حياة سخرها من أجل خدمة وطنه وأهل بلدته،
حياة عاشها من أجل خدمة العلم والقرآن، عَلَيْك رحمة الله أيها المعلم القدير،
وستبقى ذكراك في قلوبنا لا يمكن أن تنسى أبدا.
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.