هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
الجمعة، 31 أغسطس 2018
الخميس، 30 أغسطس 2018
السبت، 25 أغسطس 2018
العسبق
شجرةٌ من الطبيعَة العُمانية، أوراقُها أعوادٌ كمرَاوِد كُحل في عَيْن
حسناء، لا تحملُ أوراقًا كالشَّجر، أعوادُها خَضراء مُبهجة في هذهِ الفيافي
الجميلة، فإِذا ما كَسَرتَ غُصنها؛ بكتْ وانهمرَ من عُودِها حلاب أبيض كالدُّموع،
كان قديمًا يُكمَّد به مكان ضربة السلاة في الجسد، فهُو وسيلةٌ فاعلةٌ لاستخراجِها
دُون مَشقَّة أو ألم.. أعوادُ العَسْبَق اليَابسة أيضًا رفيق المَرأة عند خُبز
الرخال، فهُو وقودٌ قويٌّ لتسخين حديدة الطوبج، والعَسْبَق أيضًا مسكنًا وملاذًا
للكثير من الحشرات ودواب الأرض، فبين أعوادِه تخفِي النحلَة عسلَها الشهي.
الشُّوع
المَثَل العُماني يقُول: "الشوع.. يوالمه المحل".
الشُّوع: شجرةٌ عُمانية من تُرَاثِنا الطبيعي؛ لا تُنبت إلا على سُفُوح
الجِبال؛ تَجِدها مُعلَّقة على حَوَاف الصُّخور بكبرياء وشُموخ، خَضراء دومًا، حتى
في عزِّ الصَّيف واشتدادِ القيظ والجفاف، لَهَا أوراقٌ كالحرير، ناعمة المَلمَس
طريَّة الأعواد، في العِيد لها مَكَانة مُنذ قديم الزمان، فكَان يُلف بأوراقها لَحْم
الشواء؛ حيث تُضفِي عليه نكهةً جميلة، ومن أوراقِها أيضًا تُصنَع جبيرة لتجبِير كُسُور
العِظام، ومن ثمارِهَا يُستخرج الزيت الشافي من الرُّضوض والأسقام.
الخميس، 23 أغسطس 2018
الأربعاء، 15 أغسطس 2018
السبت، 11 أغسطس 2018
الضَّوية
اليَوم.. جميعُ المَوَاعِيد يتمُّ تحديدُها بالسَّاعة، ولكِن قَبل وُجُود
السَّاعة، كيف كان العُمانيون يُنظِّمون أوقاتهم؟
المُتأمِّل في سِير الحَياة القديمة، وعَلَاقة الإنسانِ بغيره، يَجِدها
قائمةً على دِقَّة في المَواعيد والمَوَاقيت، وكانتْ لَديهم ابتكارات عَدِيدة في تَحدِيدها،
فأصَحَاب الأفلاج لَدَيهم تِقنية تقليديَّة وعُرفيَّة في تحديدِ مَوَاعيد توزيع
المياه على البساتين، تعتمدُ على حَرَكة الظلِّ في النهارِ والنجومِ في الليل.
إضَافَة إلى ذَلِك اعتمدُوا على مُفردات ومُصطلحات تُوحِي بتواقِيت مُؤكَّدة
تنظِّم عَلَاقة الإنسانِ بغَيره، وبالبيئةِ التي يَعيشُ فيها، وهِي مُختلفة وفقًا
للمَوَاقيت النهاريَّة والليليَّة، ومِن بَيْن هذه المُفردات باللهجة الدَّارِجة:
الغَبْشَة، والضَّحَوية أو الضُّحَى، ونُص (نِصْف) النهار، والظُّهريَة، والعَصْرِية،
ومسِيَّات، وسُلوم الشمس، والعَتِيم، ونُص الليل، والسَّرِية، والسَّرحَة... وغَيرها.
هُنَاك مُفرَدة قديمة لَم تَعُد تُتَداول هَذا الزَّمَان كثيرًا؛ بسبب
تغيُّر نَمَط الحَياة، واستخدام مُفردات حديثة، تَتَنَاسب مع تَوافُر الوسائل
الحديثة لتَحْدِيد المواقيت، وهذِه المفرَدَة هي: الضَّوية، فما هِي الضَّوية؟
زَمَان إذا مَا أرَادَ أحدُ الأشخاص زيارةَ أهلِه أو صديقه، يقول له: "أنا
اليوم ضَاو -أو بضَوي- عِندكم، وأقيِّل معكم". فالضَّوية تَعنِي هُنَا الوقت
الذي ما بَعد صَلاة الظُّهر، وأقيِّل (المَقِيل) تعنِي أتغدَّا، أي: سأتنَاول وجبةَ
الغَدَاء عندكم.
النَّطَالة/ المنْطُولَة
مِن المُفرَدَات القديمة في اللَّهجةِ الدَّارجة "النَّطالة أو
المنطُولَة"، فمَا مِن قرَية زراعيَّة في عُمان، تَسقى ضَوَاحيها بمِيَاه
الأفلاج، إلا تَجِد ضاحية أو مَزْرعًا بمُسمَّى النَّطالة أو المنطولة، هُنَا في
قُريَّات مثلًا: تجد هذه التَّسمِية في المزارِع والحيل والسَّوَاقم والهُبوبية وصِيَاء
وعِرقِي.. فما هي النَّطالة؟
النَّطالة أو المَنطُولة هي تلك الأرض المرتفعة، التي تمَّ حفرُهَا
وتسويتُها، وخَفْض مُستَوَاها من أجل زِرَاعتها وريِّها.
هُنَاك أيضًا حُلي فضيَّة جميلة تُسمَّى "نطل"، وهي نَوع من
الخَلَاخِيل، له صَوْت مُوسيقي جَذَّاب.
الجمعة، 10 أغسطس 2018
التَّقليَة
قديمًا.. كانَ الكثيرُ من أهلِ عُمان لا يستخدِمُون الزيوت أو السَّمن؛
حيث يكتفُون باستخدامِ الشُّحوم الحيوانية، وهناك طريقة لطَبْخِها وحِفْظِها تُسمَّى
"التقلية" أو الصِّرب/ مَصرُوب. وللتقلية مُوَاصَفات وبَهَارات مُحدَّدة
لا يُتقِنها إلا المَاهر، وعلى رَأسِها الجزع "الكُركُم" والمَلح، وتُحفظ
التقلِية في وُعَاء من الفخَّار لعِدَّة أشهُر يُسمَّى الجَر أو الجَرَّة.
قَش مَكرَانِي
شدَّنيِ اليَوْم ثمارُ هذه النخلة، المَرويَّة بمِيَاه الأفلاج، الحَبَّة
الواحدة من ثِمَارِها تَملَأ الفم من كِبر حجمِها، وعندَمَا سألتُ المُزَارع الوافِد
عن نَوْع هَذا الرُّطَب، قال: هَذا قَش مَكرَانِي! وهو قريبٌ جِدًّا من نوع
الهلالي؛ الذي يُعدُّ من النخيل المُتأخِّرة في الترطيب، ويأتي بعد الخلاص، ومع
الزّبد، والخصَاب.
الخميس، 9 أغسطس 2018
كتاب "الأمْن العَرَبي في عالم مُتغيِّر"
مِنَ الإصداراتِ المُهمَّة للمكتبةِ العُمانية: كتاب "الأمن العَرَبي
في عالم مُتغيِّر"، للأخ العزيز الدكتور جُمعة بن علي بن جمعة، والذي صَدَر
عن مَكتبة مدبولي بالقاهرة؛ حيث تَنَاول المُؤلِّف في هذا الكتاب عِدَّة مواضيع مُهمَّة
تهمُّ الأمن العربي في ظلِّ التحديات والتغيُّرات العالميَّة المُتَسَارعة، مُشيرًا
إلى أنَّ المفهومَ الضيِّق للأمن قد اتَّسَع في العُقود الأخيرة، لكي يَشمَل: الجوانب
الاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والثقافيَّة، والتكنولوجيَّة، والبيئيَّة، والمائيَّة
في المجتمع.
وَقد أصبحَ مفهومًا مجتمعيًّا شموليًّا يتضمَّن جُملة من المبادئ والقيم
والأهداف والسياسات، ويعتمدُ على مُكوِّنات رئيسية يتفاعَل بعضُها مع بعض، وهي
مسؤوليَّة مُشتركة بين الحَاكِم والمحكُوم، وأصبحت مُهمَّة تقع أيضًا مسؤولية
تنفيذها على الشُّعوب؛ من خِلَال مُؤسَّسات المجتمعِ المدنيِّ ومراكِز الأبحاثِ
والجامِعات والباحثين والمفكِّرين.
هَذَا الكتاب سَعَى لإبرازِ أهميَّة الأمنِ بصُوَرة عامَّة، والأمن
العربي بصُورَة خاصَّة، في مُختلف جَوَانب الحياة؛ وذَلِك من خِلال اثني عشر فصلًا،
تعكسُ أهميَّة الأمن العربي، وأبعادَه المختلفة: السياسيَّة، والاقتصاديَّة، والعسكريَّة،
والاجتماعيَّة، والديموغرافيَّة، والثقافيَّة، والفكريَّة، والتكنولوجيَّة والبحث
العلمي، ومُشكِلَات المياه وأثرها على الأمن العربي.
الكِتَاب بُذِل فيه جَهد طيِّب، ويتميز بالمنهجية العلمية، والرَّصانة في
طرح الرُّؤى والمعلومات المهمة، وهو جديرٌ بالاهتمام من قِبَل الجامعات والمؤسسات
العلمية والبحثية.
مِن لَهجتِنا الدَّارجَة
مِنْ مُسمَّيات الرِّياح باللهجة الدّارجة: الكُوس، والأزِيْب، والنَّعشِي،
والشَّمالي، والغَرْبِي أو الصُّورِي، والمَطلعِي، والسّهِيلِي، والمزَر، والحِيمَر،
والأكيْذَب، والشِّلي، والأكلِيل، والحُويطَم، والبَارِح.
كَانَ أهلُ البحر، وأهلُ الزَّرع، حتَّى الشواوي -رُعَاة الأغنام- لديهُم
فَرَاسة في مَعرفة مَواقِيتها ومَدَى قوَّتها وتأثِيرها، حتَّى مِن تَغيُّر حرارة
ولَون مِياه البحر يُمكِن تحديد ذلك.
وَمِن الأقوالِ القديمة عن بَعْض الرِّياح: الأكِيذِب بُو دَعون، يقال: إنَّ
السُّفن تَضَع الدُّعون على جَوَانِبها للحمايةِ من الأمواجِ لشدَّتِها. وقِيل أيضًا:
إنَّ رِيَاح وأمطَار الأكِيذِب تَطوِي الدُّعون من المَسَاطِيح لقوَّتها. وقيل: الرّقاد على نَسنَاس الكُوس ما حَلاه. وقِيل عن رياح الشّلي: "الشّلي خريفٌ،
ودَاِعي الهنقَرِي ضَعِيف". والهنقَرِي هو صَاحِب النخيل والأموَال؛ فإذا ما
هبَّت ضَربَة الشّلي، سَحَبت الرياح ومِيَاه الأمطار المَسَاطِيح وما فيهَا من تُمور.
الأربعاء، 8 أغسطس 2018
الثلاثاء، 7 أغسطس 2018
الاثنين، 6 أغسطس 2018
الزَّاجرة
الكثيرُ من جِيل اليَوم لم يعْهَد هذه التقنية القديمة في عُمان. اخترَعَها
العُمانيون من أجل رَفْع أو مَتْح الماء من قَعْر الآبار العميقة، التي حَفَروها
بأيدِيهم لكي يَنعَمُوا بالمياه القراح.
الزَّاجرة.. ذاكرةُ المنجُور بصَوتِه الموسيقيِّ الشجيِّ. يقول أحد الشيَّاب:
صَوْت المنجُور يُسلِّي البيدار، وكذلك الثَّور من نَصَب الدَّوران في الخُب سيرة
وجية، وتَعَب رَفْع الدلو الضَّخمة، والمصنُوعة من جِلد الثُّور أيضًا.
كَانَ الوقتُ المُفضَّل للزجر مع بداية "الغَبشَة"، وفي الليالِي
المُقمِرة، وعلى الرَّغم من مَصَاعِب ذلك على المُزَارِع، بالسَّهر وطيران النوم
من عينيه، إلا أنَّ رِفقَه بالحيوان كَان أحد الأسباب لاختيارِ هذا الوقت؛ لتفادِي
حَرَارة الجوِّ في النهار.
الأحد، 5 أغسطس 2018
مِن اللَّهجة الدَّارجة
مِنَ المُفردات القدِيمة في لَهجتِنا الدَّارجة: رِز الباب.. حَلقة الباب.
رِز الباب: الخشبة الأمامية من الجزء الأسفل لإطار الباب (فِرِيم الباب)،
أو الدَّرَجة التي أمَامَها، وتُسمَّى أيضًا: عتبة الباب.
حَلقة الباب: أداةٌ أو حلقة حديديَّة، يتمُّ من خلالها قَفل الباب، يُقَال:
حلِّق الباب، وأيضًا رِد أو سَكِّر الباب، أو بَند/غَلق الباب، إلا أنَّ لفظة حلِّق
أو رِد الباب هي الأقدم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)