اليَوم.. جميعُ المَوَاعِيد يتمُّ تحديدُها بالسَّاعة، ولكِن قَبل وُجُود
السَّاعة، كيف كان العُمانيون يُنظِّمون أوقاتهم؟
المُتأمِّل في سِير الحَياة القديمة، وعَلَاقة الإنسانِ بغيره، يَجِدها
قائمةً على دِقَّة في المَواعيد والمَوَاقيت، وكانتْ لَديهم ابتكارات عَدِيدة في تَحدِيدها،
فأصَحَاب الأفلاج لَدَيهم تِقنية تقليديَّة وعُرفيَّة في تحديدِ مَوَاعيد توزيع
المياه على البساتين، تعتمدُ على حَرَكة الظلِّ في النهارِ والنجومِ في الليل.
إضَافَة إلى ذَلِك اعتمدُوا على مُفردات ومُصطلحات تُوحِي بتواقِيت مُؤكَّدة
تنظِّم عَلَاقة الإنسانِ بغَيره، وبالبيئةِ التي يَعيشُ فيها، وهِي مُختلفة وفقًا
للمَوَاقيت النهاريَّة والليليَّة، ومِن بَيْن هذه المُفردات باللهجة الدَّارِجة:
الغَبْشَة، والضَّحَوية أو الضُّحَى، ونُص (نِصْف) النهار، والظُّهريَة، والعَصْرِية،
ومسِيَّات، وسُلوم الشمس، والعَتِيم، ونُص الليل، والسَّرِية، والسَّرحَة... وغَيرها.
هُنَاك مُفرَدة قديمة لَم تَعُد تُتَداول هَذا الزَّمَان كثيرًا؛ بسبب
تغيُّر نَمَط الحَياة، واستخدام مُفردات حديثة، تَتَنَاسب مع تَوافُر الوسائل
الحديثة لتَحْدِيد المواقيت، وهذِه المفرَدَة هي: الضَّوية، فما هِي الضَّوية؟
زَمَان إذا مَا أرَادَ أحدُ الأشخاص زيارةَ أهلِه أو صديقه، يقول له: "أنا
اليوم ضَاو -أو بضَوي- عِندكم، وأقيِّل معكم". فالضَّوية تَعنِي هُنَا الوقت
الذي ما بَعد صَلاة الظُّهر، وأقيِّل (المَقِيل) تعنِي أتغدَّا، أي: سأتنَاول وجبةَ
الغَدَاء عندكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.