فِي مَطْلَع
التِّسعينيَّات مِنَ القَرْن المُنصَرِم زَارَنا أَحَد المَسؤولِين؛ للنَّظَر فِي
بَعْضِ الجَوَانب الخَدميَّة المُقدَّمة للمُوَاطِنين، فزَارَ بَلدَة وَادِي
العَربيِّين؛ تِلكَ البَلدَة الجَميلَة المُنزَويَة بَيْن الجِبَال، ذَات
شَلَّالات المِيَاه الآسِرَة للقُلوب والمَشَاعِر. وفِي المَسَاء شَاهَد سيَّارة
الدَّفع الرُّبَاعِي الحَامِلة لطُلَّاب العِلْم فِي طَرِيق عَودَتِهم إِلى
بُيوتِهم، بَعْدمَا أدُّوا رِسَالة طَلَب العِل الجَوَانب الخَدميَّة المُقدَّمة للمُوَاطِنين، فزَارَ بَلدَة وَادِي العَربيِّين؛ تِلكَ البَلدَة الجَميلَة المُنزَويَة بَيْن الجِبَال، ذَات شَلَّالات المِيَاه الآسِرَة للقُلوب والمَشَاعِر. وفِي المَسَاء شَاهَد سيَّارة الدَّفع الرُّبَاعِي الحَامِلة لطُلَّاب العِلْم فِي طَرِيق عَودَتِهم إِلى بُيوتِهم، بَعْدمَا أدُّوا رِسَالة طَلَب العِلمِ فِي قَريَة مُجَاوِرة لوَادِي العَربيِّين؛ فكَانَت وُوجُوهُهم يَملأُهَا الفَرح والبِشْر والابتِسَامة مِ فِي قَريَة مُجَاوِرة لوَادِي
العَربيِّين؛ فكَانَت وُوجُوهُهم يَملأُهَا الفَرح والبِشْر والابتِسَامة، عَلى
الرَّغم مِن مَشقَّة المَسَافة التِي كَانُوا يَقطعُونها يَوميًّا عَبْر طَرِيق
وَعِر وشَاق، فأَشفقَ عَلى تِلكَ الأَجسَاد الغَضَّة مِن وُعُورة الطَّريق
ومَصَاعِبه؛ فهُم يَنطَلقُون إِلى مَدرسَتِهم بَعْد انشِقَاق الفَجْر، ويَعُودون إلى
بُيوتِهم بَعْد فَتْرَة العَصْر، فَقَال حِينَهَا ذَلِك المَسؤُول: إِنَّهم فِي
جِهَاد، وعَلى الرَّغم مِن هَذَا التَّعب فهُم يَشعُرون بمُتعَة لا تُضَاهِيها
مُتعَة، فكَانَت لَه وَقفَة لا تُنسَى.
اليَوْم..
وأَنَا أُتَابِع جُهُود تَحضِيرَات الهَيئَة التَّدريسيَّة فِي مَدْرسَة وَادِي
العَربيِّين للعَام الدِّرَاسي الجَدِيد، ولَمَسَاتِها الجَمَاليَّة المُبدِعَة
فِي إِدَارة وتَوجِيه دَفَّة التَّعلِيم بتشلك المَدْرسَة، التِي شيَّدتهَا
الدَّولَة فِي قِمَم جِبَال هَذَا الوَادِي العَصِي، عَلى الرَّغْم مِنَ
الكَثَافَة السُّكانيَّة المَحدُودة، ومَا تُوفِّره المَدرسَة مِن بِيئةٍ
تَعليميَّة جَاذِبة ومُحفِّزة للطُّلاب، قَد أَشعَرني بفَرحَة غَامِرة، مُتذكِّرا
مَصَاعب تِلك السَّنوَات الغَابِرة.
هَذِه
المَدرَسَة اليَوم هِي مَحلُّ فَخرٍ واعتِزَاز؛ لِمَا حقَّقته مِن نَتَائِج
مُشرِّفة، سَوَاء عَلى مُستُوى التَّحصِيل العِلميِّ للطُّلاب، أَو قِيَادتِها
الإِداريَّة وهَيئتِها التَّدريسيَّة المُبدِعَة، والمُتجدِّدة دَومًا فِي الأَداء
والعَطَاء بهِمَّة ونَشَاط.. فتَحيَّة لطُلَّاب مَدرسَة وَادي العَربيِّين،
ولِهيئتِهَا التَّدريسيَّة، وكُلِّي أَمَل ورَجَاء أنْ تَحظَى هَذِه القَريَة
الوَادِعة بَيْن جَمَال التَّضَاريس ورَوعَة الطَّبيعَة بطَرِيق حَدِيث، يُعزِّز
هَذا الجَمَال كَقِيمَة اقتِصاديَّة واجتِماعيَّة مُضَافَة، ويَخلُق الرَّاحَة
لسُكَّانِها ومَن يَعْمَل فِيهَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.