الصَّديق عبدالله الكعبي من الشباب المهتمين بالزراعة وتربية الماشية، تجده في مشبر الخامسة بهمة ونشاط، مُتَابعا مزرعته الخضراء، المزدانة بأشجار المانجو.. يتأمَّل ذكريات وتاريخ لمباة الفرض، ولمباة الفلفل، ولمباة الحجب، ولمباة الصوار، ولمباة الحلقوم، ولمباة المصلى، وعود الصويدق، وعود موسى، ولمباة عبيد، التي تُحيط ببستانه المزدان، تمدُّ أغصانها الخضراء على ضِفَاف ساقية فلج حيل الغاف الممتدة، مُحمَّلة بعناقيد الأمبا الذهبية، وكأنها عقد من ذهب، وحبات من اللؤلؤ الأخضر.
يتفيَّأ عبدالله ظلال تلك الأشجار المحيطة ببستانه ليستريح، بعدما ينتهي من أعماله الزراعية، ويطمئن على عودة الأغنام إلى مرابطها وزرائبها المعهودة، متأملا خرير مياه الفلج المنعشة، والخضرة اليانعة، والأشجار الباسقة، مُستمتعا بنسمات الكوس، وتغريدات الطيور، وثغاء الشياه.
عبدالله أيضًا له استثمارٌ ناجحٌ في تربية المواشي؛ فهو صاحب تجربة ثرية في تربية الأغنام من مُختلف دول العالم، يُربِّيها ويُطعِمها ويسرَح بها، حتى تُصبح سمينة، وكأنَّها عُمانية المنشأ، ثم يسوقها على المعارف والأحباب، بأسعار تنافسية.
يُذكِّرني عبدالله بأجدادِه الكعبيين، الذين كانوا يومًا يسكنون المعلاة، ولهم فيها ذكرى طيبة؛ فهم أصحاب مزارع وثروة طائلة في المعلاة، ولهم فيها بيت محصن قديم، كان يُسمَّى "بيت القريح"، تجاوره شجرةُ صبار ضخمة ومعمرة.
ومن ثرائهم كانوا يُطعِمون حَمِيرهم الحلوى، ويُسعِّطونها السمنَ العُماني، كان الشيَّاب يتواصفون بجمال وقوة تلك الحمير، وكأنها خيلٌ مُسوَّمة.
تحيَّة للصديق عبدالله الكعبي، المُكافح في عمله بجد وإخلاص ومثابرة؛ من أجل أن يعتمد على ذاته لتدبير شؤون حياته، وضمان دخله وقوت يومه، وهو يستحقُّ الدعم والمساندة في شراء منتجاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.