قَبْل سنوات.. عندما شرع في إزالة التلال الرملية في مخطط الساحل الجديد، تهافتتْ الشركات على تلك الرمال، وحصلت عليها بثمن بخس. تلك الرمال الفضية المتكوِّنة منذ آلاف السنين، قيمتها كالذهب؛ فهي غنية بمادة معدنية تُسمَّى "السيلكون"، كذا هي الرمال في منطقة السليل؛ هي أيضا غنيَّة بهذه المادة.
"السيلكون" مادة يتصارع عليها العالم لقيمتها، ولكونها تدخُل في شرائح الرقائق الإلكترونية، المعروفة بأشباه الموصلات، فما من جهاز إلا به هذه الشريحة الدقيقة؛ فهي مكوِّن رئيس ومُهِم لعمل هذه الأجهزة: الهواتف الذكية، والطائرات، والسيارات، والثلاجات، وأجهزة الكمبيوتر، وجميع الأجهزة الإلكترونية الأخرى لا تستغنِي عن هذه الرقائق الصغيرة في الحجم، الكبيرة في التشغيل وجَوْدَة العمل.
مُؤخَّرا.. ظَهَر الرئيسُ الأمريكيُّ على وسائل الإعلام، يحملُ قطعة صغيرة في يده، مُلوِّحا بأهميتها للاقتصاد العالمي؛ فبسبب شُح ونُدرة تلك الرقائق تعطَّلت الصناعات وخسرت الشركات وارتفعت الأسعار، ولهذا وُضِعت الإستراتيجيات الدولية، لمعالجة نقصها من الأسواق.
ما أردتُ قولُه: إنَّ اقتصاد المعرفة هو قاطرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المستقبل، وستظهر عمَّا قريب ثقافة عالمية جديدة تُسمى: "ديمقراطية التكنولوجيا"، سوف تُنظِّم علاقات الدول: سياسيًّا، وثقافيًّا، واقتصاديًّا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.