تقع مكتبة المعرفة العامة بمنطقة سيح المالح
بمرتفعات القرم بولاية مطرح، وقد قامت شركة تنمية نفط عُمان بإنشاء هذه المكتبة
عام 1990م؛ بمناسبة احتفالات السلطنة بالعيد الوطني العشرين المجيد، كمساهمة منها
ضمن مسؤُوليتها الاجتماعية وتفاعلها في خدمة المُجتمع، وافتتحت رسميا في 13 نوفمبر
من نفس العام، وكانت تُسمى في حينها بالمكتبة التقنية العامة بهدف دعم التعليم
التقني والبحوث.
هذه المكتبة حاليا تحمل اسم مكتبة المعرفة العامة،
ويتولى إدارتها مُنذ العام 1996م ديوان البلاط السلطاني، وتضم أقساما مُختلفة
للمعرفة، وتضم آلاف الكتب والموسوعات العلمية، والعديد من المجلات الثقافية
والصحُف اليومية، إضافة لمكتبة سمعية وبصرية، وتمت توسعتها في السنوات القريبة
الماضية لتضم مكتبة للطفل، وقسما للكتب الإلكترُونية، ولديها العديد من الخدمات في
مجال العلم والمعرفة.
وتوسعت المكتبة حاليا في خدماتها بتنظيم محاضرات
علمية وثقافية وتوعوية، وندوات ودورات تدريبية؛ بهدف التواصل وخدمة أفراد
المُجتمع، وهي بحق مكتبة عامرة، تتميز بالهدوء وحسن التنظيم، وتضم نخبة من الشباب
الواعي بأهمية دور المكتبة ضمن هيكلها الإداري والتنظيمي... فلهم جزيل الشكر
والتقدير.
ما جعلني أذكر هذه المكتبة هو الحاجة الملحة
لوُجُود مثل هذه المكتبات في مُختلف ولايات السلطنة؛ كونها تؤدي العديد من الأدوار
المُهمة في تغذية الحاجات الفكرية للإنسان، كما أنها تُمثل نقطة تحول حضارية
لاهتمام الدولة بنشر العلم والمعرفة والتشجيع عليه، خاصة في ظل التوجه نحو التحول
المعرفي للكثير من مسارات الحياة المُعاصرة، والاهتمام برأس المال الفكري والمعرفي
وتنمية الموارد البشرية.
الشركات الرائدة في السلطنة عليها مسؤُوليات
اجتماعية، ومُساهمتها في مثل هذا الجانب سيكُون لها مردود إيجابي على المُجتمع
وعليها أيضا، فهي تستمد نشاطها وعملها من خلال اندماجها في المُجتمع؛ فمُؤسسات
اليوم والمُستقبل هي التي تعايش واقع المُجتمع وتلبي احتياجاته، وتسهم بإيجابية في
تلبية تلك الاحتياجات والمُتطلبات حتى تكسب رضا المستهلك والمُجتمع والبيئة
والحُكُومة، وتعمل على غرس الصورة الذهنية لدورها المُجتمعي كأحد الشركاء في مسيرة
التنمية الإنسانية المُستدامة.
وُجُود مثل هذه المكتبات -خاصة الموجهة للطفل في
الحدائق- مطلب مهم؛ فكثير من دُول العالم توجهت لإقامة المكتبات العامة في كل حي،
وعملت على تقديم برامج وفعآليات لجذب أفراد المُجتمع بمُختلف مراحلهم العمرية
لارتياد تلك المكتبات والاستفادة من خدماتها العلمية والمعرفية؛ فمراعاة احتياجات
الإنسان الفكرية أصبحت أحد مُتطلبات وأساسيات التنمية المُستدامة في وقتنا الحاضر،
ويتطلب ذلك إستراتيجيات وخططا وبرامج يشارك فيها كافة شركاء التنمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.