قبل سنوات، حضرتُ حفلَ تدشين مُؤسسة بيت الغشام
للنشر والترجمة، وهي مُؤسسة خاصَّة تُعنى بدعم الكتاب في نشر نتاجهم العلمي
والأدبي. كان حفل التدشين تحت رعاية معالي الدكتُور وزير الإعلام الحالي، وبحضور
صاحب المُؤسسة السيد علي بن حمود البوسعيدي.
مَا لفت انتباهي حُضُور مكثف للعديد من الكتاب
والفنانين لهذا الحفل، كان وزير الإعلام بتواضعه الجم يحاول تقديم السيد علي؛ لكونه
كان يوما وزيرا أيضا، إلا أنَّه لم يرضَ ذلك احتراما وتواضعا.
هَذَا الرجل يُكنُّ له قطاع من المُثقفين تقديرًا
غير عادي؛ كونه أسس هذه المُؤسسة التي تَرْعى نتاجهم الفكري؛ فقد أسهمت في رفد
الساحة الثقافية في عُمان بعددٍ كبير من الإصدارات العلمية والثقافية والأدبية في
شتى مجالات العلوم والمعرفة والأدب.
ويَحْكِي لي أحد الحاضرين أنه في فترة عمله الرسمي،
كان خيرَ داعم للثقافة والفُنُون، وله رُؤى تطويرية لهذا المجال. كان رجلا
مُتواضعا، سمحا، يلاطف الجميع بحديث راقٍ، يقول عندما كنت عضوا في مجلس الشورى، قبل
أن أكون وزيرا، كان يُصنِّفه بعض الأعضاء بأنه من الحمائم وليس من الصقور؛ لأنه
دائمًا محبٌّ للسلام، وعدم التصادم مع المُشكلات والخلافات الجانبية، والابتعاد عن
كل ما يعكر صفو الفكر والنفس.
مُؤسسة بيت الغشام هي اليوم منارة ثقافية في عُمان،
يُديرها القطاع الخاص، وأسهمتْ بكفاءة وفاعلية في إيصال الكتاب العُماني إلى
المتلقي المحلي والعربي، وهي تخطُو بثبات في رسم معالم مشرقة للثقافة العُمانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.