الأربعاء، 22 يناير 2014

من الذاكرة.. القرية التراثية

هَذِه الصورة لها ذِكْرَيات جميلة، وهي جانبٌ من حفل افتتاح القرية التراثية بولاية قُريات، يوم الخامس عشر من شهر نوفمبر عام 1993م بنادي قُريات، تحت رعاية معالي السيد المعتصم بن حمود البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط في تلك الفترة، كنت حينها موظفا في مكتب الوالي ورئيسا للجنة الثقافية والفنية بنادي قُريات. جسدت تلك القرية الحياة الاجتماعية قديما في مُختلف البيئات، إضافة إلى جميع الحرف التقليدية والفُنُون الشعبية والعادات والتقاليد التي تشتهر بها قُريات، وذلك في إطار مشاهد حية وواقعية، وقد حظيت باهتمام شعبي وبتغطية إعلامية محلية وعالمية.
وبنيت محتويات القرية وتقسيماتها من سعف النخيل والطين ومواد تقليدية على ملعب النادي بالساحل، وبنفس الطريقة التي كانت تبنى فيها الحارات القديمة في قُريات، وشارك في إنجاز هذا المشرُوع عدد كبير من أبناء الوُلاية، وصاحبها أيضًا إقامة مهرجان بحري كبير.
وكان من يمن الطالع بأن أعلن جلالة السلطان المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه- في ذلك العام وبمناسبة العيد الوطني المجيد في الثامن عشر من نوفمبر المجيد ليكون عام 1994م عاما للتراث، الأمر الذي شجع على إقامة فعاليتها للمرة الثانية في عام 1994م في نفس المكان، ومن ثم تكرر إقامتها في أعوام لاحقة بحديقة القرم الطبيعية بتنظيم من مُحافظة مسفط. وكانت الفكرة أن تنشأ قرية ثابتة للحرفيين في مخطط على مدخل الوُلاية، يُمارسون فيها الحرف، ومن خلالها يتم تسويق مُنتجاتهم.
وعندما تبنت بلدية مسقط إقامة مهرجان مسقط في حديقة القرم الطبيعية شكلت فكرة فعاليات هذه القرية النواة للقرية التراثية في مهرجان مسقط بتفاصيلها المُختلفة، والذي بدأ لأول مرة في العام 1998م، حيث يُشكل أبناء ولاية قُريات العدد الأكبر من المشاركين في هذه القرية، خاصة في الأعوام الأولى للمهرجان، وهي لازالت مُستمرة سنويا مصاحبة للمهرجان، وفي تطور مُستمر.
وأسهمت هذه القرية في إحياء التراث وتعريف الأجيال بالموروثات العُمانية وبمُختلف الحرف التقليدية. وفي كل عام أزور فعاليات القرية التراثية في مهرجان مسقط تعود بي الذاكرة إلى أيام لا تنسى، نسأل الله التوفيق للجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.