ذَات صَبَاح جميل مُفْعَم بالنشاط، شدَّني شُعاع
الشمس النافذ من بين شجيرات الزينة الملتفَّة حول مُتنزه البحيرة؛ ذلك المكان الذي
تهفو إليه الأجساد من أجل الرياضة والاسترخاء؛ ذلك المكان الذي كان يومًا مجرًى
لخور تملؤه مياه مد البحر وطينة الحمد الآسنة، وقد حولته جُهُود البلدية مشكورة
إلى حديقة غناء.
رَأيتُ نفسِي مُتعلقا ببهاء وجمال ذلك المنظر،
وبطريقة لا إرادية غيرت وجهتي وطريقي، أوقفتُ السيارة في مواقف المتنزه، وإذا بي
أجري نحو المكان وبيدي الكاميرا لالتقاط صُورة لذلك لمنظر البهي، ومن غير شُعور
أيضًا تركتُ السيارة مفتوحة الأبواب، ودون أن أوقف محرك السيارة، كُنتُ حريصًا على
وقت التقاط الصورة؛ فالصورة جولة في المكان وحضور في الزمان.
بَعدما أنهيتُ المُهمة واستراح البال، وإذا
السيارة محاطة برجال مخلصين أوفياء لهذا الوطن العزيز، رأيتُ على وجوههم علامات
التعجب من هذا التصُّرف، لمست منهم كلمات كلها مَحبَّة، مُنبِّهين إلى أنه من
الخطأ ترك السيارة بهذه الطريقة مهما كانت الأسباب.. شكرتُهم بحرارة ومحبَّة
وتقدير.
ومِنْ ثمَّ كتبتُ على ظهر تلك الصورة: ها هي الشمس
تُشرق من جديد، ويعمُّ نُورها الذهبي كل الكون، لتفضي على الأرض سر الحياة.
هَكَذا كانتْ قِصَّة التقاط تلك الصورة لمنظر
الشروق في مدينتي الجميلة قُريات.. ودُمتم سالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.