قَبْل معرفة المكنسة الكهربائية، والمخمات
البلاستيكية التي هوَّنت مُعاناة النساء في تنظيف غرف المنزل والحوش (فناء المنزل)،
كانت هُناك وسائل يدوية عديدة لتأدية هذه الخدمة، ويأتِي على رأسها العسو اليابس
(عرجون النخلة)، ثم تطوَّرت هذه التقنية بصناعة وسيلة جديدة أكثر فاعلية تُسمى
المجمعة، وتسمى أيضًا المخمة.
وعَادَةً تُصنع المجمعة من خُوص النخلة
ومشتقاتها، ويتم تركيب مُكوناتها يدويًّا بطريقة فنية لا يُتقنها إلا الماهر،
ويدخل في تثبيتها حبال رفيعة تُسمى السُّرود، وتتفنن النساء في تشكيلها وتزيينها.
وللعسو والمجمعة وظائف أخرى غير التنظيف؛ فهي
وسيلة لتأديب الأطفال، فما من أحد إلا ذاق ضربة عسو أو مجمعة من يد أمه أو
جدته، متى ما كانت هُناك ضرُورة لتقويم سلوك خاطئ قام به الطفل في تلك اللحظة؛
التي تكون الأم فيها مُنشغلة بعملية الجماعة أو الخمامة (عملية التنظيف).
تذكَّرت المجمعة، اليوم، وأنا أشاهد بعض عمال
البلدية مستخدمين الخوص (جريد النخلة)، بدلًا من المخمات البلاستيكية، في عملية
تنظيف الشوارع.. يجيبني أحدهم بأنها وسيلة سهلة وذات فاعلية في عملية إزالة المخلفات،
لا سيما الصغيرة منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.