الجمعة، 11 سبتمبر 2015

مشهد من سوق الأسماك

يَترك تبريزته المليئة بالأسماك لبُرهة، يمشي إلى المقهى بتؤدة وبطء شديد، يجلس بصمت على مقعد أبيض أمام التليفزيُون. يطلب شاي كرك وخبيزات براتا، يتجرع الشاي وفي مخيلته أكثر من ستين سنة مضت، يتذكَّر البحر وخيراته، وسوق السمك القديم وتفاصيله، ينظر إلى حركة القوارب المُسرعة نحو الميناء المحملة بخيرات البحر، يتأمل خطوطَ الزمن، وجهد العمل على يديه، يتذكر حِينَها أيام الهواري والغادوف ومصاعب البحر، يبثُّ التليفزيُون نشرة الأخبار ومآسي العالم، يعود إلى تبريزته بحُزن وبطء شديد، ظهره قد انحنَى إلى الأرض بفعل الزمن، يجلس أمام تبريزته مُتلمِّسا الأسماك بحنية شديدة، ينثر عليها الثلج الأبيض بنشاط، يتأمل المُنَادَاة وحركة الزبائن، يبتسمُ في وَجْه صياد شاب، يرفع أسماك على التبريزة، يرفع كفَّيْه إلى السماء حمدًا وشكرًا لموسم وفير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.