مُنذ فترة اشتقْتُ لنزوى فزُرْتَها، تأمَّلت حركة السياحة
في هذه المدينة العريقة، بتاريخها وثقافتها وتفاصيل عُمرانها، كُنت أرقُب انطباعات
زوارها؛ فهم يشدون الرحال من أجل أن تكتحل أعينهم بجمال وروعة الطبيعة والجُغرافيا
والتاريخ.
ما شدَّني في تلك الزيارة حديثُ طفلة أمريكيَّة مع
المرشد السياحي بقلعة نزوى؛ تقول: أبي طاف بنا دُولًا كثيرة عربية وخليجية، إلا أنَّ
عُمان مُختلفة. لماذا مُختلفة؟ قالت: طبيعة متنوعة، عراقة في التاريخ، مبانٍ
قديمة، وناس طيبين. تضيف: سأتحدث مع أصدقائي كثيرا عن جمال عُمان. ذلك ما أكد عليه
والد تلك الطفلة أيضًا، وجميع من رافقه.. مشاعر إيجابية وطيبة تبدو على ملامحهم.
وقفتُ بجانب مكتب الاستقبال فترة من الزمن، أفواجٌ
من كل البلدان مبهُورين بمعالم نزوى وعمارتها الفريدة، يُحدِّثني مشرف القلعة: يصل
بعض الأيام إلى أكثر من ألف وخمسمائة زائر لقلعة نزوى.
مَشَاعر تلك الأسرة وغيرها من دُول العالم تنمُّ عن
أنَّ هُناك صناعة سياحية مُهمة في تلك المدينة... وغيرها من المدن العُمانية، إلا
أنَّ الاستثمار الجيد في هذه الصناعة يحتاج جهدًا أكبر في التسويق والتطوير وتوفير
الخدمات.
استثمار
وترميم المباني القديمة المتهدمة، المحيطة بقلعة نزوى كمحطة استراحة وإقامة للسياح،
بطريقة تُشعرهم بثقافة المكان وعراقته من الضرُورة بمكان، كذلك هي تطوير آليات
الشرح لمعالم القلعة ورمزيتها وتاريخها وارتباطها بالإنسان من الأمور المُجلِبَة
لراحة السياح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.