الاثنين، 25 يناير 2016

لمباة الحلقوم

لمباة الحلقوم.. شجرةٌ نادرة؛ هكذا سُميت مُنذ أكثر من مائتي عام، هي شجرة وحيدة في حيل الغاف بولاية قُريات، تميزت بشكل ثمارها الفريد وطعمه السكري اللذيذ؛ فلحم ثمرها يذوب في الحلق كالسكر.
كَان صاحب الشجرة يعتني بها كاعتناء الأم بالطفل، طافت شهرتها كل أرجاء عُمان، الكل كان يتطلع لثمرة منها أو لبة منها ليستنبت منها شجرة مثيلة لها.
يُحْكَى أن ثريًّا من عُمان قَدَّم فوالة في جلسة صفاء، اشتملت على قطع أو فنانيز من لمباة الحلقوم، وما إن وصلت تلك الجوهرة إلى فم المعزومين، إلا الأسئلة تتابع عن مصدر هذه الثمار.
تعجَّب الحُضور من طعم تلك الثمرة، حتى وصل الأمر إلى وزير الزراعة السابق، تذوَّق تلك الثمرة، وإذا به في اليوم التالي يزور المكان للتعرُّف على الشجرة العجيبة. كان أثرياء عُمان يحجزون ثمارَ تلك الشجرة بالطلب، وكانت ثمارُها تُعنى برعاية خاصة كالذهب.
فِي يَوْمٍ عاصِف، هبَّت الريح على تلك القرية الوادعة؛ بجمالها الأخاذ، وخضرتها اليانعة، لتقتلع شجرة الحلقوم وتنهي قصتها الجميلة، بعد سنين طويلة من العطاء.
عِنْدَها خيم الحزن على صاحبها ومحبيها؛ لأنها الشجرة الوحيدة في البلاد بهذا الطعم من الثمار.
وللأسف، لم ننتبِه إلى إيجاد فرع منها يُكمِل مسيرتها عبر السنين والأيام، فبقيت ذكراها تتحدث عنها الأجيال عبر تعاقب كل موسم جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.