شكَّلتْ الصيرة ذاكرة تاريخية وجمالية لولاية قريَّات، فهي رمزٌ ثقافيٌّ وحضاريٌّ لبطولات صاغها الآباء والأجداد بأحرف من ذهب، هي منبع التضحيات من أجل وطن موحَّد وآمن.
هذا المساء تجشَّمتُ مَصَاعب المكان ووعُورة التضاريس، فارتقيتُ هذا المعلم التاريخي، الرابض وسط البحر بعزةٍ وشمُوخ.
وعلى الرَّغم من القطع الدموي، الذي أحدَثته النتُّوءات الصخرية الحادة على قدمي، وسيلان دم قدمي على تلك الجنادل الضخمة، فقد تابعتُ طريقي للوصول إلى قِمَّة الصيرة، فتلك الدماء لا تساوي شيئا مُقابل تلك الدماء الطاهرة التي سالت دِفَاعًا عن المكان، ليظل شامخًا على الدوام.
اعتليتُ حصاة برامة، المُطِلَّة بذكرياتها على بحر عُمان، فكان كتاب الصديق والأخ الدكتور سعيد السيابي خيرَ رفيق في هذه الرحلة، مُحتفلا بفخر بهذا المنجز الإبداعي.
فكانتْ صفحات روايته "الصيرة.. تحكي" تُعِيدُنا إلى زمن بعيد، وحكايات وذكريات جميلة، ما زالت عالقة في الذاكرة.
روايةٌ جميلة، جَمَعتْ المتخيَّل والواقعي في سرد أدبي مُمتع، وبأسلوب كتابي مُتقن.
تحيَّة حبٍّ وفخر للمكان والإنسان في قريَّات، وللصيرة الجميلة بتاريخها الناصع، وتحيَّة تقدير للمبدع سعيد السيابي، فكانت المعلاة وفريق المعالي ونادي قريَّات ينبوع الذاكرة، وحاضنة التكوين، وانطلاقة البدايات في طريق الكتابة والإبداع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.