لفظُ الجرام في العرف الاقتصادي هو أحد وحدات قياس الكُتلة، وفي الدارجة العُمانية القديمة دلالة على سمكة الحوت الضخمة.
قديمًا.. كانتْ هناك تقنية متوارثة في صيد أسماك السردين الصغيرة، المعروفة محليًّا: البرية أو العومة أو السموكة أو الجيم، التي تُستخدم عادة (خاصة البرية) ضمن مكونات أكلة عُمانية قديمة تسمى: القاشع أو سحناة القاشع، وتستخدم كذلك كطعام (مغبرة/غلية) لتسمين الأبقار، وأيضا كسماد للأشجار.
تقنية الصَّيد تلك، تُسمَّى قديمًا: الصيد بالخواضة، تستخدم فيها الشباك، لها عيون صغيرة، تسمى: الغل أو المغدفة، تصنع محليًّا على أيدي الرجال والنساء من خيوط البج أو القطن أو السوتلي، وصناعتها تسمى: الوشاعة والطراقة.
والصَّيدُ بطريقة "الخواضة" تتجلى فيه قيم التعاون، والإيثار، والعدالة، وتتم بمراقبة ومتابعة من رجال سنة البحر، ولها مواعيد ومواقيت وأماكن محددة.
ينطلقُ الصيادون دفعة واحدة من سيف البحر، بعد أنْ يأذن لهم رجل السنة، بقول كلمة: "أوه رباعة خوااضة"، لا يتقدم الواحد الآخر، وإنما يخوضون البحر معا، فينثرون شباكهم على تجمعات الأسماك، فيتكتفونها إلى البر، فينثرون تلك الأسماك في المسباخ، لتجفيفها تحت أشعة الشمس، وهكذا تستمر هذه العملية على شكل دفعات.
يُلقَّب الصياد، الذي يجمع كمية كبيرة من أسماك "البرية" بالجرام، وهو لقب ينم عن نشاط وحركة وقوة، وذلك من باب التحفيز والدافعية للآخرين، لحب العمل وإتقانه.
والصَّيد بالخواضة من ذكريات الأيام؛ حيث لم تعد تستخدم هذه الطريقة اليوم، لتطور وسائل الصيد، وقد وثقت تفاصيلها في كتاب "قريَّات.. ملامح من التراث الزراعي والبحري" في طبعته الثانية، وكذلك أسماء من حَظِي بلقب "الجرام" في ذلك الزمان المنصرم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.