الأحد، 20 ديسمبر 2020

نزوى الجميلة

 

مِيزان بو سلاة

 

ذاكرة الأسواق القديمة، والأيدي الحريصة، والقلوب القانعة.

استراحة الفيحاء



تأمُّلات

 

"اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ"

السبت، 19 ديسمبر 2020

شخصيات طواها الزمان ما زالت عالقة في الذاكرة والوجدان

 



المقطعُ الصوتيُّ المُرفق هو تلاوةٌ مباركة من آيات الله العزيز الحكيم، بصَوْت شيخنا ومعلمنا عبدالله بن سالم اللزامي -رحمه الله تعالى- يعود تاريخه إلى ما قبل ثلاثين عاما تقريبا.
أدركتُه -رحمه الله- في مراحل تعليمنا الأولى -بمدرسة راشد بن الوليد- مُعلِّمًا فذًّا وفيًّا متمكنًا، ومربيًا ومؤدبًا وقدوةً مخلصًا فاضلًا متميزًا، فارتقى سنامَ مهنة التعليم وواجباتها ومبادئها وقيمها بجدارة، وهي مهنة شريفة ورسالتها عظيمة، تَعَاطى معها -رحمه الله- بحبٍّ والتزام، وبتفانٍ واقتدار، إلى جانب نُخبة وفيَّة من أبناء الولاية الكرام.
قَرَن تعليمَه النظريَّ بالتطبيقِ العمليِّ، خاصة فيما يتعلق بغرس الأخلاق الحميدة، والقيم العُمانية والإنسانية الرفيعة، وأداء واجبات العبادات الدينية، كالصلاة... وغيرها من عبادات.
ومنَ الأمور التي عايشتها لهذه الشخصية العزيزة على قلوبنا أيضًا، عندما كان مُدرِّسا: اهتمامه الشديد بالكتاب والقراءة وريادة المكتبة، وتشجيع الطلاب والشباب على ذلك، وكانت لديه -رحمه الله- طرائق راقية ومحفِّزة للوصول إلى هذا الهدف؛ فعندما آلتْ إليه مسؤوليَّة الإشراف على مَكتبة المدرسة، كان -رحمه الله- يحثُّ طلابَه على كتابة مُلخصٍّ عن كلِّ كتاب قرأناه، وكان يُحفِّزنا ببعض الهدايا من جيبه الخاص، وهذا المنهج المُتقدِّم، والتوجُّه الراقي له أثرُه إيجابي على الارتقاء بقيمة القراءة، وأهمية الاطلاع في نفوس الطلاب ووجدانهم ورُقِي فكرهم، إضافة لتعزيزِ تحصيلهم العلميِّ، كما يُساعد على ربط مُكوِّنات ومُحتوى المنهج المدرسيِّ بمعارف المكتبة الواسعة؛ الأمر الذي يُسهِم بجلاء في زيادةِ البناءِ المعرفي، والاتساعِ الإدراكي للطلاب.
هذا الاهتمامُ بالكتاب تَوَاصل معه طوال عمره -رحمة الله عليه- حتى عندما تزُور مجلسَه العلمي والاجتماعي ترى الكتاب جليسه ورفيقه، وكثيرًا ما يطلبُ من أحد الشباب القراءة، ويتولَّى هو الشرح والإجابة عن الأسئلة والاستفسارات. وفي ذلك رُؤية طيبة، ورسالة راقية، وأهداف نبيلة: نفسيًّا، وعقليًّا، وعلميًّا، ومعرفيًّا، واجتماعيًّا وإنسانيًّا. وفي هذا الإطار أيضًا، كانت له -رحمه الله- جهودٌ مُخلصة ومُقدَّرة ومُثمرة في تأسيس مكتبة قريات الثقافية العامة.
كما كان -رحمه الله- مهتمًّا باللغة العربية وعلومها وآدابها، خاصَّة علم النَّحو والصرف، وله في ذلك حلقات علم وتدريس في جامع السلطان قابوس بولاية قريات، عندما عُيِّن إماما له وخطيبًا للجمعة؛ فكان عطاؤه جزيلًا وواسعًا.
وكان -رحمه الله- في حلقاتِ التلاوة شَرِح النَّفس واسعَ البال في توجيه وتصحيح من يُخطئ في القراءة أو التلاوة أو التجويد.. لا يُشعِرك بأي حَرَج أو مَلَل أو تذمُّر، مهما احتاج من وقتٍ للتعليم وتصحيحِ المسار، حتى يُتقِنَ القارئ أحكامَ التلاوة وتجويدها.
ذاتَ يومٍ، اعترضَ أحدُهم على أسلوبه هذا؛ حيث كان يُصحِّح لشاب كَثرة أخطاء التلاوة، مُبديًا تذمُّرِه بأنَّ هذا الأسلوب يُضيِّع فرصة التلاوة على مَن في الحلقة، كُنتُ أنظر إلى وجه الشيخ اللزامي الكريم، فكانتْ مَلامح وجهه وصَمته ونَظَراته خيرَ جواب على ذلك المُعتَرِض، دون أن يُعلِّق عليه بكلام.
كان -رحمه الله- صبورًا على كلِّ من كان يتعلَّم في مدرسته ومجلسه العلمي، مهما كان مُستواه وعُمره واتِّساع إدراكه وفهمه، عنده سِعة بال وصَبر وَاسِع على من كان فهمُه بطيئًا حتى يَفهَم ويَستوعِب، طريقتُه في التدريس تتَّسم دومًا بالهدوء والسكينة وسِعَة الأفق، مَقرُونة بأسلوب التَّرغِيب والتَّشجِيع، والتَّحفِيز وإِثَارة الدَّوافع، وكذلك بالنُّصح والوَعظ والإرشَاد، وبالمدَاومَة والتَّكرَار والمُتابعَة، همُّه في ذلك بناء شخصيَّة الإنسان الصَّالح، القادر على العمل الجاد والأداء المتميز.
كان -رحمه الله- مُتواضعًا في قوله وتعامله، راقيًا في سلوكه وأفعاله، كان حليمًا كريمًا مُحِبًّا للجميع، مُفعَمًا بالنشاط والحيوية، لطيفَ المعشر والمحيَّا، يستقبلُك بصدرٍ رَحب، وابتسامةٍ صافية، ووجهٍ طلقٍ بشوش، مهما كانت ظرُوفه وأحوالُه، يحبُّ الخيرَ لكل الناس؛ لهذا نالَ احترامهم وتقديرهم. وعلى الرَّغم من اتِّساع علمه ومعارفه لا يتردَّد أن يحضر الدروس، التي كان يُلقِيها بعضُ طلابه، فتجدُه مستمعًا مع الحاضرين بتواضعِه الجم، وكأنَّه طالبُ علم ومعرفة.
له مَوَاقف عظيمَة في مُعَالجة الكثير من القضايا: الاجتماعيَّة، والفقهيَّة والإنسانيَّة.. تجد حكمته سبَّاقة في إنهاء ما يُعكِّر صفو النفوس، ومن بين هذه المواقف: كُنَّا نحتفلُ بمُناسبة دينية في الجامع -قد تكون مُناسبة الإسراء والمعراج- وضِمن فقرات هذه الاحتفالية انبرَى من الحضور شخصيَّة تربويَّة من دولةٍ عربيةٍ، كان يعملُ في الحقلِ التعليميِّ في الولاية، فطلب أنْ يُشَارك بكلمةٍ أو مُحَاضَرة في المناسبة، ففُتِح له مَجال المشاركة بترحيبٍ وتقدير، فتحدَّث وأسهبَ الرجلُ في الحديث عن أمرٍ فقهيٍّ، فيه من الآراء المُختلفة بين علماء المدارس الإسلامية، فإذَا بأحد الشباب ينهَض مُعتَرِضًا على أسلوب وفكر وتوجُّه ذاكَ المتحدِّث، فأسهبَ في حديثٍ تداخلتْ فيه الآراء بين الحضور، عِندَهَا تجلَّت حكمة الشيخ اللزامي بهدوئه المعهود، فطلَب وقرَّر إنهاءَ الحفل، دُون أي تأنيب أو تَوبيخ، أو رأي فيما دار في الجلسة، فعلمتُ بعدَها أنَّ الحكمةَ أنهَتْ الاختلافَ وهدَّأت النفوس.
مِن بَيْن مواقف تواضعه الطيبة، ومعانِي إنسانيته الرَّاقية: سمعتُه يومًا يتحدَّث إلى المُصلِّين إنْ كانت لديهم ملاحظات على صَلَاتِه بهم، يَسألهم: هل يُطيل القراءة في الصلاة عندما يكُون إمامًا؟! قِمَّة في التواضع والاحترام والتقدير، وأسلوب رَاقٍ في المشاركة واحترام الرأي الآخر، على الرَّغم من علمهِ الرَّفيع في مُختلف العلوم، ومَكَانته الاجتماعيَّة المُقدَّرة.
كُنتُ أعرضُ عليه ما أكتبه، فكانَ خيرَ مُعِين ومُحفِّز في كل خير، وعِندما كُنت رئيسًا للجنةِ الثقافية والفنية بالنادي، كان -رحمه الله- خيرَ داعمٍ ومُحفِّز للشباب، ولأنشطة النادي الثقافيَّة والدينيَّة، خاصَّة في مجال المُحاضرات والندوات التثقيفيَّة والتوعويَّة، وإقامة المُسابقات الثقافيَّة والدينيَّة، وكذلك مُسابقة حفظ القرآن الكريم، التي عَنِي بها النادي، كأوَّل مُسَابقة في تاريخه على مُستوى الولاية، ضِمن توجُّه النادي ورُؤيته ورِسَالته وأهدافه، ليكُون حَاضِنًا لمختلفِ شرائح المجتمع، وبيتًا مفتوحًا، يتَّسع الجميع.
قبل أشهر من وفاتِه -طيَّب الله ثراه- زُرته في مَجلسه العامِر دومًا بالخيِّرين، فخَصَّني -رحمه الله- بجلسةٍ مُنفردةٍ، أو خلوةٍ خاصَّة، في غُرفة بجانب ومُقابل مجلسه في منزله، كان يخلُو فيها للدرس والمُراجعة والتأمُّل والعبادة، فحدَّثنِي عن أمرٍ كان يشغل باله، فكان حديثَ الأب إلى ولده بمحبَّة وفخر، والتلميذ إلى مُعلِّمه بوفاء وتقدير واعتزاز واحترام.. وكأنَّه كان حديثَ ولقاءَ الوداع!!!
صالح بن سليمان بن سالم الفارسي

ذاكرة

 

شكَّلتْ قصائد الشيخ خليفة بن سيف العادي ظاهرةً شعريةً فريدة في ولاية قريَّات -شكلًا، ومضمونًا، وموضوعًا- على مر تاريخها المعاصر.. شخصية عاشقة للوطن حتى النخاع، شخصية مُحِبة ووفية لقريَّات، ولهذا اتحفَها ووصفَها بكنوز ثمينة من القصائد والمفردات الجميلة، فكانت قصائده عميقة حرفًا ومعنى، ضاربة في وجدان وفكر الإنسان، العاشق لتراث أمته، المفاخر بمنجزات وطنه.
لا تكاد مناسبة -وطنية أو ثقافية أو اجتماعية- أقيمت في ولاية قريَّات إلا وله فيها قصيدة معبرة، وعندما عرضت بعض قصائده على صاحب السمو السيد برغش بن سعيد آل سعيد، أُعجِب بها أيَّما إعجاب، فحفزه وشجعه على أن تُوثَّق هذه القصائد في كتاب، فهي بمثابة توثيق لفعاليات ومناسبات ومنجزات تراثية وتاريخية ووطنية لأبناء ولاية قريَّات، إضافة لمُسَاجَلات شعرية أخوية صادقة، فتحقَّق لها ذلك، فقد ضمَّها ديوانه الأول الصادر في العام 2000م، والموسوم بـ"نفحات الأزهار في نظم الأشعار".
كان -رحمه الله- مُحفِّزا وداعمًا لأنشطة الشباب على مستوى الولاية، خاصة في الجوانب الثقافية والأدبية، وقد أشرفَ يومًا في مطلع التسعينيات على أول مسابقة شعرية على مستوى الولاية، وقدم -إلى جانب مجموعة من أدباء الولاية- أمسية نقدية لتلك المشاركات الأدبية، وكان لذلك فائدة مؤثرة وإيجابية في دعم الحراك الشبابي في المجال الثقافي.. تحية لتلك الروح المجيدة، الخالدة في حنايا الروح وأعماق القلوب.

الجمعة، 18 ديسمبر 2020

تحليق في ذاكرة الزمن

 

الأخُ العزيزُ والصَّديق الوفي سالم بن مُحمَّد البلوشي، له مكانة خاصة ومنزلة عزيزة في قلبي، جَمَعتنا ذكريات جميلة في فترة الطفولة ومراحل العمر المختلفة، وكذلك في فترة الدراسة وانتسابنا إلى الجامعة.
كانَ بستانُ والده -رحمه الله- في المعلاة مزدانًا بنخيل القدمي والخمري والمخلدي، تميَّزتْ تلك الطوي برافعتها ومنزفتها الحجرية الجميلة، التي كانتْ الوحيدة في تلك القرية بتقنيتها وتصميمها الفريد، كنا نَتَسَابق لتسلُّق تلك النخيل الباسقة بخُضرتها اليانعة من أجل تَبْشِرة القيظ، وفي المساء نتحلَّق حول عمه عبدالله -رحمه الله- لسماع حكايات الزمن الجميل.
ما يُميِّز الأستاذ سالم الهدوء والتواضع ورحابة الصدر، وهي خصلة وسمة رفيعة كان يتميز بها والده أيضا، فقد عرف عنه تواضعه الجم وتعاونه الراقي ومحبته وتفانيه في خدمة الجميع.
الأستاذ سالم صاحب فكرٍ مُتجدِّد ونشاطٍ مُتقد، مُحب للعلم وعاشق للمعرفة، وقد أكمَل تعليمه في مراحلها المختلفة معتمدا على نفسه، وهو مجيد في ذلك.
عمل في قطاع التربية والتعليم فأجاد فيه، كان مُعلِّما مُخلِصا في مدرسته وفيا مع زملاء مهنته، أفنى سنوات طويلة من عمره في تعليم أجيال من أبناء الوطن، كان صديقا وأبًا وأخًا لطلابه قبل أن يكون مُعلِّمًا وفيًّا، وهذا ديدنُه وأسلوبُه في توصيل رؤيته ورسالته في الحياة منذ عرفته.
عِندمَا تولَّى مهامَّ الإدارة والإشراف الإداري والتربوي، كان لأسلوبِه التشاركي ومهاراته الإدارية وهيبة حضوره مبعثُ ثقة لتقنيات الإدارة وعلومها.
كان شغوفًا باللغة، مُبدِعًا في آدابها، عندما تستمع إليه فهو يسحرك بجمال الألفاظ وسحر البيان ورقة الكلام ولطافته، خاصة في مشاركاته الوطنية، فكثيرًا ما تسند إليه مهمة التقديم وربط فقرات تلك الاحتفالات البهية أمام الحصن القديم.
المقطعُ الصوتيُّ المُرفق هو للأخ والصديق سالم البلوشي، يعُود تاريخُه إلى ما قبل ثلاثين عامًا تقريبًا، قمتُ بتسجيله ضمن تغطية إعلامية وإذاعية لاحتفال الولاية بمناسبة العيد الوطني الثاني والعشرين المجيد أمام الحصن القديم، وهو ذاكرةٌ لأيام جميلة ما زالتْ عالقة في القلب والوجدان.
تحيَّة مَحبَّة وتقدير للعزيز سالم بن مُحمَّد البلوشي، راجيًا له حياة مفعمة بالصحة والعافية والسعادة الدائمة.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي

الخميس، 17 ديسمبر 2020

في ذكرى الأخ سعيد الحميدي

 

عَشِق الرياضة، فأخلصَ لها وأبدَع فيها، كان لاعبًا مجيدًا وحكمًا رياضيًّا متميزًا، مثَّل النادي كحارس أمين لعرين شباكه الناصعة بطيف لون البرتقال المشرق، الممزوج دومًا بروح الدفء، وحماس وحيوية الشباب، والمتوهِّج على الدوام بالطاقة والنشاط، والمحفِّز على المزيد من الإبداع والابتكار.
تدرَّج -رحمه الله- مع فريق النادي في مختلف مراحله السنية، كان مبدعًا ووفيًّا لناديه، لقَّبه أحد المدربين بـ"أسطورة قريَّات في حراسة المرمى".
على المستوى الشخصي، اتَّصَف -رحمه الله- بسجايا وصفات إنسانية طيبة وراقية، كان مُتواضعًا مُحِبًّا للجميع، ابتسامتُه الدائمة، وعلاقاته الاجتماعية الواسعة، تنمُّ عن نقاء وصفاء لقلبه الأبيض، وجمال روحه المَرِحَة دليل حب وإشراقة أخوة صادقة.
كان أيضًا وفيًّا مخلصًا لفريقه "فريق الوسطى الرياضي"، وهو أحد الفرق الرياضية العريقة التابعة للنادي، ومع فريقه تحققت إنجازات رياضية عديدة على مستوى الدورات الرياضية في قريَّات، ووفاء لذكراه قام الفريق منذ سنوات بتنظيم دورة رياضية باسمه، وإصدار كتيب أو مطوية مطبوعة لسيرته مع الرياضة.
وقبل أكثر من عشرين عامًا ودَّعنا بهدوء وصمت وهو في ريعان شبابه، ولكن ذكرياته الطيبة وروحه النقية لا تزال تُحلِّق في روزنامة المبدعين الذهبية في قريَّات.

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

رُؤية عُمان 2040


#رُؤية_عُمان_2040 انطلاقة جديدة نحو التنمية الإنسانية في عُمان، ما يُميِّزها أن شركاء التنمية (حكومة، القطاع الخاص، والقطاع الأهلي والمدني) قد شاركوا جميعًا في صياغة أولوياتها وغاياتها وأهدافها، وتوجُّهاتها الإستراتيجية، إضافة لتحديد مُؤشرات نجاحها، وهو ما يُحمِّلُ الجميع مسؤولية تحقيقها.
الرؤية هي طريق إلى صناعة المستقبل.

الأحد، 13 ديسمبر 2020

قفل

يُوْصَف القفلُ بالدارجة العُمانية إذا كان قويًّا "ولايتي".. هذا القفل ظلَّ لمئات السنين وفيًا صامدًا في وجه الزمن، مُتمسِّكا بحلقة الباب، حافظًا للعهد مع صاحب الدار بحفظ الأمانة وأسرار البيت. تساقطتْ حجارة الجدران، وتكسَّرت الأخشاب، وغادر العابرون، وظل القفل في مكانه في انتظار مفتاح صاحبه، ليُبِيح له بأحداث الأيام وحكايات الزوار.

ذاكرة


السبت، 12 ديسمبر 2020

نسمات الشتاء الباردة تُطرب الكائنات وتؤنسها

 

ظلال السلام

أستثمار في الطبيعة

اليَوْم مررتُ بحيل الغاف، فوجدتُ الفلج يفيض خيرًا، وأشجار الأنبا بدأت تتزين بثمارها الذهبية، فيما الأسر والشباب يفترشون ظلال تلك الأشجار الوارفة في بهجة وحبور.
ذهبتُ إلى المزارع، فوجدتُ سدَّ وادي الخير (وادي ضيقة) يتدفق بخيراته الوفيرة.. مياه عذبة فرات زلال تملأ مساحة واسعة من الأرض، تبدأ من المزارع وحتى مشارف دغمر. تأملتُ في هذه المياه المتدفقة بغزارة، المنسابة من بحيرة السد، بعد أنْ كانت حبيسة ذلك السد العظيم في عُمان لفترة، فسألتُ نفسي: هل هذه الطريقة تعد استثمارًا (اقتصاديًّا وسياحيًّا واجتماعيًّا) مفيدًا لهذه المياه، ولخدمات هذا السد الكبير؟!
فجَلَستُ عندها على ربوة جبلية في الجزير، تُطل على جمال طبيعي ممتد، رأيتُ الناس يفترشون الأرض على امتداد الوادي، للتمتُّع بخرير المياه، وجمال تنوع الألوان.
صُدْفَة.. تَحدثت مع شابيْن وَقَفَا بجانبي بسيارتهما -محمود الحضرمي ومُحمَّد الفارسي- أحدهما من نزوى والآخر من مسقط، مُهندسان يعملان في قطاع النفط وقطاع الاتصالات، قَطَعا مسافة طويلة في رحلة استكشافية سياحية، شملت قرى: تعب وحريمة ووسال واسماعية ومقابر كويكب والجبل الأبيض، وصولا إلى المزارع.
كانتْ السعادة تعلو محياهم فرحًا بهذه الرحلة، بَهَرهم المنظر الجمالي في المزارع، فطال الحديث معهما عن السياحة وتحدياتها، فسألني أحدهم: لِمَ هذا الجمال لا يُستثمر سياحيًّا؟ وسألني الآخر: لِمَ لا تتوافر خدمات متكاملة لخدمة السياحة في مثل هذه الأمكنة؟ قُلت لهما: عسى القادم يكون أفضل!!

الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

شَخصيَّات خالدة في الذاكرة

فراق من تعزُّ تعب، له وقعٌ مؤلم ومؤثر على القلب والوجدان، هكذا كان صدمة تلقي خبر وفاة الوالد أحمد بن سالم بن سيف الفارسي، كان شخصية فذة بعطائها الإنساني، له مكانة ومعزَّة خاصة في قلبي، لما يغمرني به من مشاعر الأبوة الصافية مع كل لقاء.
أرتبط بسيرة حسنة مع جدي وأبي، عبر صداقة وأخوَّة مُمتدة، رسختها عُرى القرابة، ووشائج الرحم، ومشاعر المودَّة والإلفة، عبر تاريخ حافل من العمل والعطاء، هكذا أيضًا كانت سيرته مع جميع الناس في كل مكان، سيرة مُشرِقة وعلاقات إنسانية نقية، توَّجَها بقمة التواضع واللطف، وحُسن التعامل والتواصل، فأحب الناس بلا تكلف وتصنع، فأحبوه بصفاء وتقدير واحترام.
كان الحديثُ معه ككتاب مفتوح، تزيِّنه أخلاقه الرفيعة، وحديثه العذب، النابع من حنايا القلب وصفاء السريرة، تفيضُ مشاعره بالمحبة والصدق للصغير والكبير، وتلك هي صفة النفوس الكبيرة المُحِبَّة دومًا للخير.
الجلوس معه مدرسة تنهل منها خبرة الحياة، والسيرة العطرة للآباء والأجداد، سنفتقد روحه الأبوية كثيرا، ولكن سيرته وذكرياته وأعماله ستبقى خالدة في الذاكرة، وشمعة مضيئة في دروب الحياة.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمَّده برحمته الواسعة، وأن يُدخله فسيح جناته، وأن يُنزله منازل الأبرار والصديقين والصالحين، وأن يُبارك في أولاده وذريته.

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

خطوة مهمة

حَوْكَمة الأندية الرياضة وسيلة مُهمَّة، لضمان استدامة أنشطتها وبرامجها، ومن أهم غاياتها: الارتقاء بمستوى أداء مجالس الإدارة، وفق نظم مؤسسية، وقواعد إدارية واضحة، ورؤية هادفة، تقوم على إستراتيجيات تخطيطية محكمة، وأهداف ومؤشرات مستقبلية قابلة للقياس.. وإذا ما تم تطبيقها بطريقة صحيحة، ستحدُّ كثيرا من الاجتهادات المرتجلة غير المدروسة.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

تحية محبَّة للصديق خالد الريامي

 

عرفتُ الأخَّ الأستاذ خالد بن سعود الريامي مُثقَّفا وإداريًّا مجيدا، شُعلة نشاط في خدمة وطنه ومجتمعه وشبابه.. تحية محبة وتقدير.

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

الشاعر سالم بن حمد الجابري

الشَّاعر والأديب سالم الجابري له اهتمامٌ قديمٌ، ومشاركة فاعلة في مجال المحافظة على الفنون الشعبية، وهو موسوعة في هذا المجال، تعاونَّا معًا قبل أكثر من 20 سنة في إصدار ديوانه الشعري الأول، الذي تضمن جميع قصائده، خاصة في مجال: الرزحة، والميدان، والتنجيليه، وسائر الفنون في قريَّات، حمل عنوانًا جميلًا، وتصميم غلاف أجمل... تحية لسالم المُحِب لفنونه.