اليَوْم مررتُ بحيل الغاف، فوجدتُ الفلج يفيض خيرًا، وأشجار الأنبا بدأت تتزين بثمارها الذهبية، فيما الأسر والشباب يفترشون ظلال تلك الأشجار الوارفة في بهجة وحبور.
ذهبتُ إلى المزارع، فوجدتُ سدَّ وادي الخير (وادي ضيقة) يتدفق بخيراته الوفيرة.. مياه عذبة فرات زلال تملأ مساحة واسعة من الأرض، تبدأ من المزارع وحتى مشارف دغمر. تأملتُ في هذه المياه المتدفقة بغزارة، المنسابة من بحيرة السد، بعد أنْ كانت حبيسة ذلك السد العظيم في عُمان لفترة، فسألتُ نفسي: هل هذه الطريقة تعد استثمارًا (اقتصاديًّا وسياحيًّا واجتماعيًّا) مفيدًا لهذه المياه، ولخدمات هذا السد الكبير؟!
فجَلَستُ عندها على ربوة جبلية في الجزير، تُطل على جمال طبيعي ممتد، رأيتُ الناس يفترشون الأرض على امتداد الوادي، للتمتُّع بخرير المياه، وجمال تنوع الألوان.
صُدْفَة.. تَحدثت مع شابيْن وَقَفَا بجانبي بسيارتهما -محمود الحضرمي ومُحمَّد الفارسي- أحدهما من نزوى والآخر من مسقط، مُهندسان يعملان في قطاع النفط وقطاع الاتصالات، قَطَعا مسافة طويلة في رحلة استكشافية سياحية، شملت قرى: تعب وحريمة ووسال واسماعية ومقابر كويكب والجبل الأبيض، وصولا إلى المزارع.
كانتْ السعادة تعلو محياهم فرحًا بهذه الرحلة، بَهَرهم المنظر الجمالي في المزارع، فطال الحديث معهما عن السياحة وتحدياتها، فسألني أحدهم: لِمَ هذا الجمال لا يُستثمر سياحيًّا؟ وسألني الآخر: لِمَ لا تتوافر خدمات متكاملة لخدمة السياحة في مثل هذه الأمكنة؟ قُلت لهما: عسى القادم يكون أفضل!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.