فراق من تعزُّ تعب، له وقعٌ مؤلم ومؤثر على القلب والوجدان، هكذا كان صدمة تلقي خبر وفاة الوالد أحمد بن سالم بن سيف الفارسي، كان شخصية فذة بعطائها الإنساني، له مكانة ومعزَّة خاصة في قلبي، لما يغمرني به من مشاعر الأبوة الصافية مع كل لقاء.
أرتبط بسيرة حسنة مع جدي وأبي، عبر صداقة وأخوَّة مُمتدة، رسختها عُرى القرابة، ووشائج الرحم، ومشاعر المودَّة والإلفة، عبر تاريخ حافل من العمل والعطاء، هكذا أيضًا كانت سيرته مع جميع الناس في كل مكان، سيرة مُشرِقة وعلاقات إنسانية نقية، توَّجَها بقمة التواضع واللطف، وحُسن التعامل والتواصل، فأحب الناس بلا تكلف وتصنع، فأحبوه بصفاء وتقدير واحترام.
كان الحديثُ معه ككتاب مفتوح، تزيِّنه أخلاقه الرفيعة، وحديثه العذب، النابع من حنايا القلب وصفاء السريرة، تفيضُ مشاعره بالمحبة والصدق للصغير والكبير، وتلك هي صفة النفوس الكبيرة المُحِبَّة دومًا للخير.
الجلوس معه مدرسة تنهل منها خبرة الحياة، والسيرة العطرة للآباء والأجداد، سنفتقد روحه الأبوية كثيرا، ولكن سيرته وذكرياته وأعماله ستبقى خالدة في الذاكرة، وشمعة مضيئة في دروب الحياة.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمَّده برحمته الواسعة، وأن يُدخله فسيح جناته، وأن يُنزله منازل الأبرار والصديقين والصالحين، وأن يُبارك في أولاده وذريته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.