الأخُ العزيزُ والصَّديق الوفي سالم بن مُحمَّد البلوشي، له مكانة خاصة ومنزلة عزيزة في قلبي، جَمَعتنا ذكريات جميلة في فترة الطفولة ومراحل العمر المختلفة، وكذلك في فترة الدراسة وانتسابنا إلى الجامعة.
كانَ بستانُ والده -رحمه الله- في المعلاة مزدانًا بنخيل القدمي والخمري والمخلدي، تميَّزتْ تلك الطوي برافعتها ومنزفتها الحجرية الجميلة، التي كانتْ الوحيدة في تلك القرية بتقنيتها وتصميمها الفريد، كنا نَتَسَابق لتسلُّق تلك النخيل الباسقة بخُضرتها اليانعة من أجل تَبْشِرة القيظ، وفي المساء نتحلَّق حول عمه عبدالله -رحمه الله- لسماع حكايات الزمن الجميل.
ما يُميِّز الأستاذ سالم الهدوء والتواضع ورحابة الصدر، وهي خصلة وسمة رفيعة كان يتميز بها والده أيضا، فقد عرف عنه تواضعه الجم وتعاونه الراقي ومحبته وتفانيه في خدمة الجميع.
الأستاذ سالم صاحب فكرٍ مُتجدِّد ونشاطٍ مُتقد، مُحب للعلم وعاشق للمعرفة، وقد أكمَل تعليمه في مراحلها المختلفة معتمدا على نفسه، وهو مجيد في ذلك.
عمل في قطاع التربية والتعليم فأجاد فيه، كان مُعلِّما مُخلِصا في مدرسته وفيا مع زملاء مهنته، أفنى سنوات طويلة من عمره في تعليم أجيال من أبناء الوطن، كان صديقا وأبًا وأخًا لطلابه قبل أن يكون مُعلِّمًا وفيًّا، وهذا ديدنُه وأسلوبُه في توصيل رؤيته ورسالته في الحياة منذ عرفته.
عِندمَا تولَّى مهامَّ الإدارة والإشراف الإداري والتربوي، كان لأسلوبِه التشاركي ومهاراته الإدارية وهيبة حضوره مبعثُ ثقة لتقنيات الإدارة وعلومها.
كان شغوفًا باللغة، مُبدِعًا في آدابها، عندما تستمع إليه فهو يسحرك بجمال الألفاظ وسحر البيان ورقة الكلام ولطافته، خاصة في مشاركاته الوطنية، فكثيرًا ما تسند إليه مهمة التقديم وربط فقرات تلك الاحتفالات البهية أمام الحصن القديم.
المقطعُ الصوتيُّ المُرفق هو للأخ والصديق سالم البلوشي، يعُود تاريخُه إلى ما قبل ثلاثين عامًا تقريبًا، قمتُ بتسجيله ضمن تغطية إعلامية وإذاعية لاحتفال الولاية بمناسبة العيد الوطني الثاني والعشرين المجيد أمام الحصن القديم، وهو ذاكرةٌ لأيام جميلة ما زالتْ عالقة في القلب والوجدان.
تحيَّة مَحبَّة وتقدير للعزيز سالم بن مُحمَّد البلوشي، راجيًا له حياة مفعمة بالصحة والعافية والسعادة الدائمة.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.