يُعدُّ كتاب "نورس يستبق الريح"، للكاتب
الصديق الأخ أحمد بن محمد العامري، الصَّادر عن مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر، هذا
العام، نقلةً جديدة للكاتب تجاه مخاطبة الرأي العام المحلي والعربي والعالمي، بفكره
ووجهات نظره في مُختلف القضايا: الإستراتيجية، والإنسانية، والتنموية.
الكتاب تضمَّن مجمُوعة من المقالات التي سبق
للكاتب نشرها في جريدة "الرؤية" العُمانية، وهي -كما وصفها- رؤية وحلم
لكل الشعُوب العربية بالأمل لتجسيد التغيير الحقيقي الذي تطمح إليه الشعُوب، مُركِّزا
على السمو بالإنسان صانع التنمية، ومستبقا في ذلك الريح الطيبة.
المقالات جميعها من وجهة نظري اتَّسمت بالواقعية
والموضُوعية، وامتزجت بالكثير من الجوانب المعرفية، وحَرِص الكاتب من خلالها على
نقل هموم الناس وطمُوحاتهم ورغباتهم للتطوير والتجديد والتغيير، ومشاركتهم
تطلعاتهم نحو الحُرية وتحقيق العدل والسلام، مؤكدا فيها العديد من المبادئ الإنسانية
والكونية المشتركة.
فكتب في حلم الأمة العربية بتحقيق الوحدة، وتطرق
إلى أقنعة الاستعمار نحو تشتيت هذه الأمة، وتحدث عن هموم الإنسان العربي ورياح
التغيير التي اجتاحت العديد من بلاد العرب بنسب متفاوتة. وركز الكاتب أيضًا في
مقالاته على نهضة الأمم، وأهمية نقل المعرفة.
الكاتب لم ينسَ الشأن المحلي؛ فقد أبحر في
المُواطنة، وإستراتيجيات التنمية، والاستثمار في الإنسان؛ فتحدث عن ما بعد النفط،
واستثمار الفُرص المتاحة، والانتقال إلى الإدارة الإلكترُونية، والتركيز على العمل
الجاد، والاهتمام بنقل المعرفة، وإعادة صياغة فلسفة التعمين... وغيرها من المواضيع
التي ترسم خارطة طريق نحو الرقي ورفع مُستوى رفاهية الإنسان.
الكتاب كُتِب بطريقة سهلة وأسلوب أدبي رصين، تجعل
القارئ يُبحر في مواضيعه المتنوعة دون ملل، فما من مقال إلا ويعبر عن مشاعر وأحاسيس
الكثير من الناس. الكتاب جديرٌ بالاقتناء والقراءة؛ لأنه يحمل فكرا جديدا وراقيا في
الطرح والأسلوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.