الاثنين، 13 أبريل 2015

حيل الغاف

خُضْرَة دائمة، وظلال وارفة، ومياه عذبة باردة، وقلاع وأبراج شامخة، وذكريات جميلة.. هذه هي حيل الغاف بولاية قُريات، جنَّة الله في أرضه.
وَصَفَها العلامة الشيخ سالم بن حمود السيابي -رحمه الله- بأنها: "ذات المنظر الرايق، والفضاء الفايق، والهواء السجسج، ولا تعادلها بلدة في ذلك الجانب؛ لأنها من العُمران الجديد؛ إذ خطها أكابر من آل بوسعيد، على نظام مبهج، ووضع مستحسن".
أَشْجَار المانجو بحيل الغاف من الأشجار المعمِّرة في عُمان، وتمتاز ثمارها بطعم فريد قد لا تجد له مثيل في العالم، وهو أنواع وله مسميات عديدة؛ وأهمها: ثمار شجرة الحلقوم.
يَذكُر لي أحد الأصدقاء من سُكان مسقط، أنه كانت تشحن قوارب من قُريات إلى مُختلف مدن عُمان بثمار المانجو ذات الروائح الزكية والطعم الرائع، خاصة إلى بندر مسقط ومطرح.
ويَذكُر آخر تلك الأيام الجميلة؛ حيث الحركة والنشاط في تبسيل ثمار نخل المبسلي، ووُجُود مُعاصر قصب السكر العُماني بحيل الغاف.
وزير الزراعة السابق -حسب رواية سمعتها، يوم أمس، بأنه- عندما تذوق ثمرة شجرة الحلقوم الشهيرة في حيل الغاف بإحدى الموائد فقد شده طعم تلك الثمرة اللذيذة، وعندما أخبر بأنها من عُمان، وبالتحديد من حيل الغاف، زارها شخصيًّا لمعاينة تلك الشجرة الفريدة والوحيدة، وهي الشجرة الوحيدة أيضًا التي يتم حجز ثمارها من كبار القوم قبل نضجها.
وعِند سُؤالي عن هذه الشجرة بالأمس، ومدى جودة الثمار لهذا الموسم، يخبرني أحد الأصدقاء بأنَّ شجرة الحلقوم ودعت حيل الغاف مُنذ فترة، فقد عَصفت الرياح بتلك الشجرة واجتذتها من عروقها، أما ثمار باقي الأشجار فتسلَّط عليها الوافدون يفتكونها من عناقيدها أخضر قبل نضجه ليصنع منه أتشار، وله سوق وطلب كبير.
سألته: مَاذَا عن شجرة الحلقوم، ألم يتم استنبات بعض الفسائل من هذه الشجرة؟ لزم صديقي الصمت، ولمحت على وجهه الأسف لما حدث!
اليوم، حيل الغاف تَشْهد حركة زراعية جديدة، لا سيما في زراعة فاكهة الموز والفيفاي، وأصبح فلجها أكثر غزارة بالمياه بسبب أيام الخصب التي شهدتها الوُلاية في الأيام القريبة الماضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.